وقال ابن القطان في "بيان الوهم" (٤/ ٥٠٣): "لا تعرف له حال، وإن كان قد روى عنه جماعة … ، كلهم أخذ عنه هذا الحديث، ولا أعرف له من العلم غيره … ، فالحديث من أجله حسن". وقال الذهبي في "الميزان" (٢/ ١٥٧)، رقم (٣٢٦٦): "سعيد فيه جهالة، فتحرر حاله، ولخبره علة؛ رواه معمر عن عثمان بن أبى سليمان، فقال: عن رجل من ثقيف، عن عروة بن الزبير، مرسلًا". بتصرف. وأما في "تاريخ الإسلام" فقال: "ما أعلم به بأسًا"، واقتبسه عنه السخاوي في "التحفة اللطيفة" دون عزو. قلت: وفي قولي الطحاوي وابن القطان أنه لا يعرف في غير هذا الحديث، وما ذكر ابن القطان من رواية الجماعة عنه هذا الحديث في كل ذلك نظر، وهذا الحديث من أفراد ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن سعيد بن محمد هذا، كما نص عليه البيهقي وغيره، ولم أقف له على إسناد آخر، وله مراسيل ومسانيد وحكايات أخرى -وإن كانت يسيرة-، يرويها عنه من ذكرهم ابن القطان وغيرهم. وذكر له البخاري السماع عن أبي هريرة ﵁، والرواية عن جده جبير بن مطعم ﵁، وقد بحثت في حديثه فرأيت حديثه عنهما -بل وعمن عاش بعدهما دهرًا- بواسطة أبيه محمد، وربما أرسل عن جده، ووجدته يروي حوادث الخلاف بين ابن الزبير وبين ابن عباس وابن الحنفية عن أبيه، وهكذا سائر أخبار الفتنة زمن يزيد وفي عهد ابن الزبير ﵄؛ كأنه لم يشهد شيئًا منها، فيستبعد لمثله إدراك مثل أبي هريرة (ت ٥٨ هـ)، وجده جبير بن مطعم (ت ٥٩ هـ)، وبذا يترجح ما قرره الطحاوي على ما قاله البخاري، وإن كان البخاري أعلم وأجل، والله أعلم. انظر: "التاريخ الكبير" (٣/ ٥١٤)، رقم (١٧١٢)، "الجرح والتعديل" (٤/ ٥٧ - ٥٨)، رقم (٢٥٥)، "الثقات" (٤/ ٢٩٠)، "تاريخ الإسلام" (٧/ ٣٦٩)، رقم (٤٠٤)، "تهذيب التهذيب" (٤/ ٧٦)، رقم (١٣٣)، "التحفة اللطيفة" (١/ ٤٠٤)، رقم (١٥٣٨). (١) هو: عبد الله بن حبشي، أبو قتيلة، الخثعمي ﵁، نزيل مكة. أثبت له الصحبة غير واحد من الأئمة، وليس له من المسند إلا حديث قطع السدر هذا، وحديث آخر عن عبيد بن عمير عنه في فضائل الأعمال، وكلاهما معلان. وله حديث ثالث -أخرجه ابن قانع وغيره- بإسناد ضعيف جدًّا ومتن منكر، كما في "السنن" للبيهقي (٢/ ٩)، و"الميزان" للذهبي (٢/ ٥٠٢)، رقم (٤٥٩٧) وغيرهما. وانظر: "التاريخ الكبير" (٥/ ٢٥)، رقم (٤١)، "الجرح والتعديل" (٥/ ٢٩)، =