ووقع في رواية عند ابن عساكر (٣٥/ ١٨٥): "حميد بن أبي حميد الربعي، عن عبد الرحمن بن دلهم عن الأوزاعي، قوله"، فإن كان هذا فحديثه عن النبي ﷺ في غاية الإعضال. وعند الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (٤/ ٢٦) من طريق محمد بن رزام المروزي، عن محمد بن أيوب الهنائي، ثنا حميد بن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن دلهم، عن ابن عباس ﵄، في حديث قال عنه الذهبي: "هذا مما تحرم روايته إلا مقرونًا بأنه مكذوب من غير تردد، وقبح الله من وضعه، وإسناده مظلم، وفيهم ابن رزام كذاب، لعله آفته". وعلى كل فهو مجهول، راوية الأباطيل، وحديثه عن التابعين وأتباعهم، ولم تثبت له صحبة، ولا لقيا أحد من الصحابة، وأقوى ما ورد عنه روايته عن عطاء من التابعين أو أتباعهم، وحكايته عن الأوزاعي، وعليه جزم الأئمة بعدم ثبوت صحبته وحديثه. والله أعلم. وانظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص ١٢١)، رقم (٤٣٥)، "أسد الغابة" (٣/ ٣٤٠)، رقم (٣٢٩٦)، "الإصابة" (٦/ ٤٧٦ - ٤٧٨)، رقم (٥١٣٧)، "تلخيص الموضوعات" (ح ٦٢٩)، والمصادر السابقة في التخريج. (١) أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٢٩٤)، من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه إلى علي ﵁، مرفوعًا. وهو موضوع، والمتهم به هو الطائي، أو أبوه، كما قال ابن الجوزي والذهبي، وتقدم الكلام على هذه السلسلة. (٢) يعني: كلّ ما في مدح العدس، وبه قال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص ٨٢)، والغزي في "الجد الحثيث" (٣٢٢) وغيرهما، وقال ابن الجوزي: "كافأ الله من وضعها، فإنه قصد شين الشريعة والتلاعب، فإن العدس من أردأ المأكولات، فإذا سمع من ليس من أهل شرعنا هذا نسب نبينا إلى غير الحكمة". (٣) هو: البلخي، كذبوه، وتقدمت ترجمته.