٤ - عيسى بن شعيب بن إبراهيم البصري: روى عنه الفلاس، وقال: "بصري، صدوق"، وأقره عليه البخاري، ورجحه ابن حجر -كما تقدم-، فقال في "التقريب": "صدوق، له أوهام". وأما ابن حبان، فأهمل سائر من تقدم من رواة هذه السلسلة، وحمل عليه الحديث، فقال: "كان ممن يخطئ حتى فحش خطؤه، فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك"، وتابعه على قوله هذا ابن الجوزي في "الموضوعات"، والسيوطي في "اللآلي المصنوعة" (٢/ ١٧٩)، وتعقبه الذهبي في "الميزان" بتصديق الفلاس له، ولكنه لم يحسم في الأمر، وسياق كلامه في "تاريخ الإسلام" يملي أنه يميل فيه إلى رأي ابن حبان، وذلك أنه كذلك لم يمعن النظر في بقية رجال الإسناد، فقال: صدقه الفلاس، وتركه غيره -فذكر قول ابن حبان، ثم قال-: ومما نقموا عليه حديث: "قدس العدس. ." وهذا باطل، سمعه منه عبيد بن سعيد، ولم أجد له ذكرًا في كثير من كتب المجروحين. وتقدمت مناقشة الحافظ ابن حجر لهذا الرأي، وتوهينه له، وهو أولى بالصواب. والله أعلم. ٥ - عبيد بن سعيد البصري -شيخ الفسوي-: لم أقف له على ترجمة، ولم يعل أحدهم به الحديث. وأما رواية البيهقي ففيها ثلاث علل: ١ - إرسال عطاء، وبه أعله البيهقي -فيما تقدم-، فقال: "هو منقطع". ٢ - عبد الرحمن بن دلهم: وهو مجهول، راوية الأباطيل. ٣ - مخلد بن قريش: ذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ١٨٥)، بقوله: "شيخ يروي عن شعبة بن الحجاج، روى عنه محمد بن المصفى، يخطئ"، وعليه ذكره الحافظ في "اللسان" (٨/ ١٨)، رقم (٧٦٢٨)، وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (٩/ ٤٣٠): "شيخ لمحمد بن مصفى"؛ كأنه يستجهله. والله أعلم. فهذا الإسناد وإن كان ضعيفًا، فإنه أقوى من الأول، ويومي إلى أن الآفة في تلك الأباطيل من عبد الرحمن بن دلهم، وأسقط من دونه عطاءًا حتى لا يميز فيه الإرسال، ومثل عطاء -سواء كان ابن يسار، أو ابن أبي رباح، أو الخراساني- لا يحتمل مثل هذا الباطل. والله أعلم. (١) تبع المؤلف فيه الديلمي في "مسنده"، وأما لفظ أبي نعيم فسيأتي لاحقًا. إن شاء الله. =