ولهذا الجزء من الحديث شاهد بلفظه عن ابن عمر ﵄ بإسناد جيد -أو صحيح- عند ابن الأعرابي في "المعجم" (٢٧٥) ومن طريقه عند القضاعي (١٤٨٨). والله أعلم. وله شاهد آخر -في حديث موضوع- عن عدي بن حاتم الطائي ﵁ عند الطبراني في "الكبير (١٧/ ٨٦)، رقم (٢٠١)، وفيه حصين السلولي، متهم بالوضع. انظر: "اللسان" (٣/ ٢٢٠)، رقم (٢٦٣٢). (١) أخرجه ابن عدي (١/ ٢٨٤) وأبو نعيم في "الحلية" (٩/ ٦٥) من طريق أبي معاوية، عن إسماعيل بن مسلم المكي عن عطاء عن ابن عباس ﵄. ومدار حديث ابن عباس ﵄ هذا على إسماعيل بن مسلم المكي؛ وهو ضعيف اتفاقًا، وأكثر الأئمة على تركه، كما تقدم (ح ١٨٤)، وبه أعله الألباني في "الضعيفة" (٣٩٩)، وحكم بأن إسماعيل متروك، والحديث ضعيف جدًّا. وذكره السيوطي في "الحاوي للفتاوى" (١/ ٣٥٩) بلفظ: "اللَّهُمَّ اهد قريشًا؛ فإن علم العالم منهم يسع طبقات الأرض"، فقال: "رواه أبو يعلى في مسنده من حديث ابن عباس ﵄، وسنده جيد". وتقدم أن عند أبي يعلى هو الطرف الآخر للحديث، والذي أخرجه به الترمذي وأحمد وغيرهما بسند جيد، وأما إسناد أبي يعلى ففيه طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك ساقط. والله أعلم. (٢) روي كذلك من مرسل الحسن بن مسلم بن يناق المكي، ومجاهد وعطاء بن أبي رباح. فأما مرسل الحسن بن مسلم: فأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (٥/ ٣٨)، رقم (٢٨٥٥)، وهو متصل إلى من أرسله، ورجاله ثقات رجال الشيخين، إلا شيخ الفاكهي فمن رجال مسلم وحده. وأما مرسل مجاهد: فأخرجه الفاكهي (٤/ ٣٢٠)، رقم (٢٧٥٧) بإسناد لا بأس به، عن ابن جريج، قال: قال مجاهد، وذكره. وابن جريج لم يسمع من مجاهد إلا حديثًا واحدًا -كما قال البرديجي- وهو إذا لم يصرح بالسماع فحديثه مدلس شبه لا شيء، حتى قال الدارقطني: "شر التدليس تدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح"، وقال الإمام أحمد: "بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة". انظر: "تهذيب الكمال" (١٨/ ٣٣٨ - ٣٥٤)، رقم (٣٥٣٩)، "الميزان" (٢/ ٦٥٩)، رقم (٥٢٢٧)، "طبقات المدلسين" للحافظ (٨٣). وأما مرسل عطاء بن أبي رباح: فأخرجه ابن عبد البر في "الانتقاء" (ص ٨٣) من طريق =