كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وفي الباب عن أبي هريرة، بلفظ: "صلوا خلف كل بر وفاجر". أخرجه أبو داود، والدارقطني -واللفظ له- والبيهقي -بزيادة: "وجاهدوا مع كل أمير"-، كلهم من حديث مكحولٍ، عنه (١)، وهو منقطع. وله طريق أخرى في "الضعفاء" لابن حبان (٢). ورواه الدارقطني من حديث

= (٢/ ١٠٢) رقم (٦٧٢)، والطبراني في "الكبير" (١٢/ ٤٤٧)، رقم (١٣٦٢٢)، وابن عدي (٣/ ٤٣)، (٥/ ١٧٧)، والدارقطني (٢/ ٤٠١ - ٤٠٢)، رقم (١٧٦١ - ١٧٦٣)، وابن المظفر في "غرائب مالك" (٧٢) وأبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٣٢٠) وفي "تاريخ أصبهان" (٢/ ٢٩٠)، وتمام (١/ ٣٧١)، رقم (٣٧٢)، (٢/ ٤٥٦)، رقم (٩٥٦)، والخطيب (٦/ ٤٠٢)، رقم (٣٤٦١)، (١١/ ٢٩٣)، رقم (٦٠٧٠)، وابن الجوزي في "العلل" (١/ ٤٢٠ - ٤٢١)، رقم (٧١٢ - ٧١٦)، والتحقيق (١/ ٤٧٧ - ٤٧٨)، رقم (٧٣٠ - ٧٣٤)، وابن عساكر (٣٦/ ٢٢١) من خمس طرق، كلها واهية لا تخلو من متروك أو كذاب، أحدها: فيه محمد بن الفضل بن عطية الكوفي، ثم الخراساني: كذبوه. "التقريب" (٦٢٢٥)، والآخر: فيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، وثالثها: فيه خالد بن إسماعيل أبو الوليد المخزومي، وهما متروكان، اتهما في الحديث، ورابعها: فيه وهب بن وهب وهبان البختري: كذاب يضع الحديث. وتقدمت تراجمهم. وفي الخامس: عثمان بن عبد الله بن عمرو الأموي: يروي عن الثقات الموضوعات. "الكامل" (٥/ ١٧٦ - ١٧٧)، "اللسان" (٥/ ٣٩٤ - ٣٩٦)، رقم (٥١٣٢).
وفصل الكلام عليها ابن الجوزي في "التحقيق" و "العلل"، وابن عبد الهادي في "التنقيح"، والألباني في "الإرواء" (٥٢٧) وغيرهم، مما سيأتي بيانهم آخر الحديث. والله أعلم.
(١) أخرجه أبو داود (٥٩٤)، والدارقطني (٢/ ٤٠٤)، رقم (١٧٦٨) -ومن طريقه البيهقي (٤/ ١٩) - وابن الجوزي في "العلل" (١/ ٤٢٢)، رقم (٧١٩) من طريق مكحول، عن أبي هريرة ﵁.
وقال الدارقطني: "مكحول لم يسمع من أبي هريرة ﵁، ومن دونه ثقات"، ووافقه البيهقي وغيره.
وأما ابن الجوزي فأعله بأن بعض الأئمة ضعفوا رواية مكحول، ودونه معاوية بن صالح، قال أبو حاتم: "لا يحتج به"، وتعقب بأنهما من رجال مسلم، وقد صحح وحسن حديثهما جمع من الأئمة، وأما أبو حاتم فيعني بقوله أنه ليس في مرتبة الحجة، لا أنه لا يحتج به أصلًا، حيث قال: هو صالح الحديث، حسن الحديث، يكتب حديثه، ولا يحتج به. "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٨٢ - ٣٨٣)، رقم (١٧٥٠). انظر: "التنقيح" لابن عبد الهادي (٢/ ٤٧٦)، و "البدر المنير" (٤/ ٤٥٧).
(٢) لم أقف عليه، وهو عند الدارقطني وابن الجوزي من وجهين آخرين، وهما ضعيفان =