٣ - وأبو سعد الشامي: لا يعرف في غير هذا الإسناد، ولذا قال أبو أحمد الحاكم: "روى عنه عتبة بن يقظان، حديثه ليس من مخرج يعتمد عليه"، وحكم الدارقطني بأنه مجهول، وتبعه الذهبي والحافظ ابن حجر وغيرهما، ولينه الذهبي في "المقتنى" (٢٥٢٧). انظر: "تهذيب الكمال" (٣٣/ ٣٥٧)، رقم (٧٣٩٨)، "المغني" (٧٤٩٠)، "الميزان" (٤/ ٥٣٠)، رقم (١٠٢٤٢)، "التقريب" (٨١٣١). ووقع عند ابن ماجه والدارقطني و "تهذيب الكمال" وفروعه: "أبو سعيد"، وذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى"، وابن منده في "فتح الباب" (١/ ٣٨٢)، رقم (٣٤٠٢)، والذهبي في "المقتنى": "أبو سعد" بدون الياء، وصوبه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد". وذهب البوصيري في "مصباح الزجاجة" (ح ٥٤٨) بناء على رواية ابن ماجه إلى أنه أبو سعيد محمد بن سعيد المصلوب في الزندقة، وهو أحد المعروفين بالوضع، ولم يتابع على ما ذهب إليه، بل حكموا بالتفريق بينهما، وأن أبا سعد -أو أبا سعيد- هذا رجل مجهول، والإسناد إليه واه جدًّا. وعلى سبيل الفرض فهو دائر بين أبي سعيد المصلوب ذاك، وبين أبي سعيد عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الشامي -أحد الكذابين-، وأبي سعيد [أو أبي سعد] العلاء بن كثير الشامي -أحد الهلكى، وتقدمت ترجمته-، وأبي سعد البقال سعيد بن المرزبان -أحد الكذابين أيضًا-، وليس أحد منهم أولى بالاحتمال من الأخر، إلا أن يكون العلاء بن كثير، والعلاء بن كثير كناه بعضهم أبا سعد -بدون الياء-، فالأقرب أن يكون هذا، دون المصلوب. وعلى كل فإسناده ساقط، وقال أبو أحمد في "الكنى": "هذا حديث منكر، والحارث بن نبهان وعتبة بن يقظان وأبو سعد إذا اجتمعوا فغير مستنكر مثل هذا فيما بينهم، والله يرحمهم جميعًا". والله أعلم. (١) أخرجه ابن البختري [مجموع فيه مصنفاته (٦٠)] وابن حبان في "المجروحين" =