وعمر بن علي: هو ابن مقدم المقدمي، وهو ثقة، إلا أنه وسمه ابن معين والإمام أحمد وغيرهما بالتدليس، بل وأسوأ أنواعه، فقال الإمام أحمد: "كان يدلس، يقول: "حجاج سمعته"؛ يعني: حديثًا آخر، كذا كان يدلس" ["العلل" رقم (٣٩٣٣ - ٣٩٣٥)]، وقال أبو حاتم الرازي: "لولا تدليسه لحكمنا له إذا جاء بزيادة، غير أنا نخاف بأن يكون أخذ عن غير ثقة". "الجرح والتعديل" (٦/ ١٢٥). والمقدمي وإن كانت روايته هنا معنعنة، فإنه توبع عليه متابعات قاصرة عن الكرماني، وعن أبي أمامة بن سهل ﵄، فروايته لا يدانيها ما أتى به بعض المتروكين. وأخرجه العقيلي من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، قال: حدثنا نوح بن أبي بلال، عن ابن عمر ﵄ مثله. وإسحاق بن إبراهيم بن نسطاس: ضعيف مع قلة حديثه، وضعفه البخاري جدًّا، فقال: "فيه نظر"، وقال في موضع آخر: "في حديثه نظر"، وفي موضع آخر: "منكر الحديث"، وقال الذهبي: "واه". انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (١/ ٣٨٠)، رقم (١٢١١)، و"الضعفاء" له (٢٣)، وللنسائي (٤٥)، والعقيلي (١/ ٩٨)، رقم (١١٤)، والدارقطني (٩٥)، "الجرح والتعديل" (٢/ ٢٠٦)، رقم (٧٠٢)، "المجروحين" (١/ ١٣٤)، "الكامل" (١/ ٣٣٤)، رقم (١٥٨)، "المغني" (٥٣١)، "المقتنى" (٢/ ١٥٧)، رقم (٦٨١٤)، "الميزان" (١/ ١٧٨ - ١٧٩)، رقم (٧٢٢)، "تاريخ الإسلام" (١١/ ٣٣)، "التحفة اللطيفة" (١/ ١١٣). ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري: متروك يتهم، كما تقدم، وقد أسقط راويين من الإسناد، فإنه كما تقدم يرويه نوح بن أبي بلال؛ عن سعد بن إسحاق عن سليط بن سعد عن ابن عمر ﵁، وليس بمحفوظ أيضًا، والمحفوظ ما رواه عمر المقدمي عن سعد عن الكرماني عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه ﵁، وعليه لينه العقيلي من الوجهين. والخلاصة أن حديث ابن عمر ﵁ هذا غير محفوظ بطريقيه، والمحفوظ عن ابن عمر ﵄ ما أشار إليه العقيلي من إتيانه مسجد قباء راكبًا وماشيًا، وروايته عن النبي ﷺ، وهو متفق عليه (ح: ١١٩٣، ١١٩٤، ٧٣٢٦، م: ١٣٩٩) وغيرهما. والله أعلم.