(٢) نحو أبي هريرة، وكعب بن عجرة ﵄. أما حديث أبي هريرة ﵁: فذكره البخاري في "التاريخ" (٨/ ٣٧٨ - ٣٧٩) عن محمد بن رافع عن زيد بن حباب عن محمد بن سليمان الكرماني المدني سمع أبا هريرة ﵁ عن النبي ﷺ مثله؛ يعني: مثل حديث سهل بن حنيف ﵁. والكرماني تقدمت ترجمته، والناس يروون هذا الحديث عنه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه ﵁، كما تقدم، وبه رواه غير محمد بن رافع عن زيد بن حباب، فالظاهر أن زيد بن حباب وهم في هذا الإسناد، وله غير إسناد لهذا الحديث، مما قد يوحي باضطرابه فيه، وإن كان مكثرًا، فالأقرب أنه يتوهم في هذا الإسناد. والله أعلم. وأما حديث كعب بن عجرة ﵁: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٩/ ١٤٦)، رقم (٣١٩) من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده، مرفوعًا: "من توضأ فأسبغ الوضوء ثم عمد إلى مسجد قباء لا يريد غيره ولم يحمله على الغدو إلا الصلاة في مسجد قباء فصلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بأم القرآن كان له مثل أجر المعتمر إلى بيت الله". وهذا غير محفوظ أيضًا، ويحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعيف، ولا يروي إلا عن أبيه، وأبوه ضعيف جدًّا، منكر الحديث، لا يستقيم لهما حديث، وتقدمت ترجمتهما (ح ١٦٣). وتقدم عن سعد بن إسحاق عن الكرماني عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه من وجه صحيح. (٣) هو عنده من حديث أسيد بن ظهير، وسهل بن حنيف ﵃، كما تقدم عند تخريج حديثيهما. والحديث جميع طرقه فيها لين، وأحاديث أبي هريرة وكعب بن عجرة وابن عمر وأبي أمامة ﵃ منكرة الأسانيد، والمعروف فيه حديث سهل بن حنيف وأسيد بن =