كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وللطبراني من حديث عقبة بن عامر -بسند رجاله رجال الصحيح- أن رجلًا قال: يا رسول الله! قد شبت! قال: "شيبتني هود وأخواتها" (١).

= "تهذيب الكمال" (٣٢/ ٦٤ - ٧٧/ ٦٩٥٨)، "الميزان" (٤/ ٤١٨/ ٩٦٦٩)، "التقريب" (٧٦٨٣).
هذا، وتفرد به عنه ضعيف ولين. والله أعلم.
وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (٣/ ١٤٢)، رقم (١٠٢٨/ ١١٥٦) من حديث يزيد بن أبان عن أنس ﵁ عن أبي بكر ﵁ وفيه محمد بن يونس الكديمي متهم بالوضع وسرقة الأحاديث [تقدم].
وعلقه البزار (٩٢) عن زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس، عن أبي بكر ﵁ نحوه.
وأعله بضعف ابن أبي الرقاد أولًا، وبالاختلاف عليه ثانيًا؛ وأن غير واحد من الرواة رووه عن زائدة بن أبي الرقاد عن زياد عن أنس ﵁ أن أبا بكر ﵁ قال للنبي ﷺ: … الحديث.
وزياد النميري ضعيف، ذو مناكير عن أنس ﵁، فالحديث لا يثبت عن أنس ﵁ بوجه من الوجوه. والله أعلم.
(١) رواه الطبراني في "الكبير" (١٧/ ٢٨٦)، رقم (٧٩٠) عن محمد بن محمد التمار البصري عن أبي الوليد الطيالسي عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني المصري عن عقبة بن عامر ﵁.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١١٧)، رقم (١١٠٧٣): "رجاله رجال الصحيح"، وبه قال المؤلف ﵀.
وأبو جعفر محمد بن محمد بن حبان -أو حيان- التمار البصري: ذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ١٥٣) وقال: "ربما أخطأ"، وقال الدارقطني في "سؤالات الحاكم" (١٩٢): "لا بأس به"، وذكره ابن حجر في "اللسان" (٧/ ٤٧١)، رقم (٧٣٥٠) بناء على قول ابن حبان المذكور، ولم يذكر قول الدارقطني فيه، فلعله لم يقف عليه، وإلا لما كان ليدرجه في "اللسان". والله أعلم. انظر أيضًا: "الكنى" لأبي أحمد (٣/ ٩٣)، رقم (١١٠٩)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (٢١/ ٢٨٩)، "العبر" سنة (١٨٩ هـ)، "شذرات الذهب" (٢/ ٢٠١).
وبقية رجال الإسناد كلهم رجال الشيخين، ولا علة له إلا الغرابة الشديدة التي كثيرًا ما تنبئ عن وهم في الحديث سندًا أو متنًا، وليس له أصل بمصر عند أصحاب الليث وغيرهم، وإنما يرويه ابن وهب وغيره من أصحاب الليث والمصريين عن طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس ﵄، وعن أبي صخر الخراط عن يزيد الرقاشي عن أنس ﵁، كما تقدم آنفًا، فيتثبت من هذا، وإلا فظاهر إسناده حسن. والله أعلم.