وهذا الإسناد منكر، أخطأ فيه ابن بسطام الزعفراني، ومن دونه أئمة ثقات، وابن بسطام ذكره الدارقطني بالوهم والتخليط في المتن والإسناد -إذا حدث من حفظه- في أربعة مواضع من كتاب "العلل" (٩/ ٢٣١)، رقم (١٧٣١)، (١٤/ ٢٣٣)، رقم (٣٥٨٦)، (١٤/ ٣٧١)، رقم (٣٧١٨، و ٤٠٦/ ٣٧٥٤). فهو لين الحديث، وما خالف فيه الثقات معدود في المناكير، وهذا الحديث منها، حيث خالفه فيه عن أبي كريب عن معاوية بن هشام القصار أكثرُ من عشرة من الثقات، رووه عن أبي كريب عن معاوية عن شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس ﵄ قال: قال أبو بكر ﵁، كما تقدم. (١) أخرجه ابن سعد (١/ ٤٣٦)، رقم (١١٨٥) ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" ["مختصره" (١٤٥)] وأبو الطاهر المخلص في "أماليه" (١٦) -ومن طريقه الرسعني في "التفسير" (٣/ ١١٦) - وابن عساكر (٤/ ١٧٣ - ١٧٤) من طريقي ابن وهب، ونافع بن يزيد البرني عن أبي صخر حميد بن زياد الخراط. وأخرجه سعيد بن منصور (٥/ ٣٧٠)، رقم (١١٠٩)، وابن عدي (٢/ ٢٤٧)، وابن عساكر (٤/ ١٧٥)، والدارقطني معلقًا ["سؤالات السلمي" (٣٣١)] من أربع طرق عن أبي بكر حماد بن يحيى الأبح البصري، كلاهما: عن يزيد بن أبان الرقاشي البصري، عن أنس ﵁، لفظ أبي صخر مطول، وحديث الأبح مختصر. ومداره على يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف صاحب مناكير عن أنس ﵁، تركه من أجلها جماعة من الأئمة، وقال ابن حبان: (كان من خيار عباد الله، من البكائين في الليل في الخلوات، والقائمين بالحقائق في السِّبْراتِ، ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظها، واشتغل بالعبادة وأسبابها، حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبي ﷺ. وهو لا يعلم، فلما كثر في روايته ما ليس من حديث أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاج به، فلا تحل الرواية عنه إلا على سبيل التعجب)، وهو مجمع على ضعفه، ومشاه ابن عدي لرواية الثقات عنه من البصريين والكوفيين أحاديث صالحة عن أنس ﵁ وغيره، وذلك لا ينفع من عُرف بالضعف وتبين وهاؤُه في مناكير كثيرة، وإنما ينفع المستورين الذين يُجْهَلُ حالُهم فحسب، كما نقل ابن أبي حاتم في "تقدمة الجرح" (٢/ ٣٦) عن أبيه وأبي زرعة. والله أعلم. انظر: "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٥١ - ٢٥٢/ ١٠٥٣)، "المجروحين" (٣/ ٩٨)، "الكامل" (٧/ ٢٥٧ - ٢٥٨/ ٢١٥٨)، "تاريخ دمشق" (٦٥/ ٧٢ - ٩٢/ ٨٢٣٥)، =