كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ومن حديث ابن مسعود -بسند فيه عمرو بن ثابت؛ وهو متروك (١) -: أن أبا بكر سأل النبي ﷺ: ما شيبك يا رسول الله؟ قال: "شيبتني هود والواقعة" (٢).

ومن حديث سهل بن سعد، بسند فيه سعيد بن سلام العطار -وهو ضعيف جدًّا (٣) - مرفوعًا: "شيبتني "هود" وأخواتها: "الواقعة" و"الحاقة" و ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ (٤) " (٥).

(١) هو: الدهان الكوفي، وتقدمت ترجمته (ح ١٤٤).
(٢) أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٠/ ١٢٥ - ١٢٦)، رقم (١٠٠٩١) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والدارقطني في "العلل" (١/ ٢١٠) من طرق عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أحمد بن طارق الوابشي، عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود ﵁.
وهذا الإسناد فيه ثلاث علل: محمد بن عثمان بن أبي شيبة: فيه ضعف.
وأحمد بن طارق الوابشي: قال ابن كثير في "التفسير" (النساء: ١٦٤، ٢/ ٤٧١): "لا أعرفه بعدالة ولا جرح"، وبنحوه قال في "تاريخه" (٣/ ٩١) أيضًا، وبه قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٣٥٠)، رقم (١٣٧١٠)، وذكر الألباني في "الصحيحة" (٢٩٨٧)، و"الضعيفة" (٣٣١٩، ٣٨٠٥، ٤٨٨٢، ٦٠٩٠) أنه لم يقف على ترجمته. والله أعلم.
وعمرو بن ثابت الدهَّان الكوفي: متروك، نسبه ابن حبان إلى رواية الموضوعات عن الثقات، ولكونه أوهى مَنْ في الإسناد اكتفى الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١١٧)، رقم (١١٠٧٤)، والمؤلف وغيرُهما بإعلال الحديث به فقط.
(٣) أبو الحسن البصري: كذبه جمع من الأئمة ورموه بالوضع. انظر: "الجرح والتعديل" (٤/ ٣١ - ٣٢)، "الكامل" (٣/ ٤٠٤)، رقم (٨٢٨)، "اللسان" (٤/ ٥٥ - ٥٤٦)، رقم (٣٤٢٨).
(٤) أخرجه الطبراني في "الكبير" (٦/ ١٤٨)، رقم (٥٨٠٤)، وفيه أيضًا: عمر بن محمد بن صهبان: ضعيف يتفرد عن الثقات بالمناكير.
(٥) وزاد الدارقطني في "العلل" (١/ ٢٠٨، ٢٠٩، ٢١٠) وأبو الحسين في "الطيوريات" (٨٦٥) وأبو الشيخ في "جزء" له (٧٤) وجهين آخرين؛ عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد البجلي عن أبي بكر ﵁ مرسلًا، وعن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن أبيه ﵁، وعن أبي إسحاق عن علقمة مرسلًا، وعن أبي إسحاق عن مسروق عن عائشة ﵂، وأسانيدها لا تخلو من متهم أو متروك فأكثر. والله أعلم.
ورواه عبد الرزاق (٣/ ٣٦٨)، رقم (٥٩٩٧) عن معمر عن أبي إسحاق مرسلًا، وروي =