كذا ذكر هؤلاء الحفاظ ﵏، بينما الحديث مُعَلٌّ، أخطأ فيه سليمان بن عتبة، وهو أبو الربيع الدمشقي: صدوق له غرائب، كما في "التقريب" (٢٥٩٢)، ومما أنكر عليه أحاديث أسندها عن أبي الدرداء ﵁ على قلتها، كما في "الجرح والتعديل" (١/ ٢٨٩)، ولذا وهاه ابن معين، وقال صالح بن محمد جزرة: "روى أحاديث مناكير"، ولكن وثقه أئمة الشام، وحكموا بقلة مناكيره هذه. انظر: "تاريخ أبي زرعة الدمشقي" (٨٤٣ - ٨٤٤)، و"المعرفة" للفسوي (١/ ١٧٧)، و"الجرح" (٤/ ١٣٤)، رقم (٥٨٤)، و"تهذيب الكمال" (١٢/ ٣٧ - ٤٠)، رقم (٢٥٤٨)، و"المغني" للذهبي (٢٦٠٥). وهذا الحديث مما أسنده سليمان بن عتبة عن أبي الدرداء ﵁، وخولف فيه، حيث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٢٩٢)، رقم (٩٣٨) -ومن طريقه ابن عساكر (١/ ٧١) - عن محمد بن مبارك الصوري، عن إبراهيم بن أبي شيبان، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن ابن حوالة ﵁، عن النبي ﷺ قال: "عليك بالشام" مختصرًا. وهذا إسناد صحيح، رواته كلهم شاميون ثقات. ورواه الطبراني في "الشاميين" (٢٩٢، ٣٣٧، ٣٥١٥)، والضياء في "المختارة" (٢٣٣، ٢٣٤)، وابن عساكر (١/ ٥٦ - ٦٢) وغيرهم، من سبع طرق شامية صحيحة فأكثر؛ عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول وربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن ابن حوالة ﵁. وروي عن سعيد عن مكحول عن أبي إدريس مرسلًا، وعن سعيد عن ربيعة بن يزيد عن رجل يقال له حولي، وعن مكحول ويونس بن ميسرة عن ابن حوالة ﵁، وكلها معلة، والمحفوظ هو رواية الشاميين المذكورة أولًا عن سعيد بن عبد العزيز. والله أعلم [وانظر: "تاريخ دمشق" (١/ ٥٦، ٦٢ - ٦٦، ٧٠)]. وأشار الحافظ ابن عساكر بهذه الروايات إلى تعليل رواية أبي الدرداء المذكورة والغلط فيها، وأن المغيرة بن زياد وهم في روايته له عن مكحول عن واثلة بها، وصرح ببعض ذلك. ** ومنها ما أخرجه أحمد (٣٣/ ٤٦٤)، رقم (٢٠٣٥٤) من حديث زائدة أو مزيدة بن حوالة، وصحح إسناده محققو المسند، وأن رجاله رجال الصحيح غير صحابيه ﵁، وهو كما قالوا إن كان محفوظًا. والله أعلم. ** ومنها ما لابن أبي عاصم في "الآحاد" (٤/ ٥٨٥/ ٢٧٤٤) والطبراني في "الكبير" -كما في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٣٧/ ١٦٦٤٦) - ومن طريقهما عند ابن عساكر في "تاريخه" (١/ ٨٣)، عن محمد بن إشكاب، عن إسحاق بن إدريس، عن أبان بن يزيد: حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو قلابة، عن عبد الله بن يزيد ﵁، مثل حديث ابن عمر ﵄ المذكور. =