للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصح: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من ضده" (١).

قال الخطابي: وهي عند الفتنة سُنَّة الأنبياء، وعصمة الأولياء، وسيرة الحكماء والألِبَّاء، فلا أعلم لمن عابها عذرًا، ولا أفهم مِن تَجَنُّبها (٢) فخرًا، لا سيما في هذا الزمان القليلِ خيرُه، البكيِّ ذَرُّه (٣)، فبالله نستعيذ من شره وريبه وضرره وعيبه (٤).

قلت: ورحمه اللهُ! كيف لو أدرك هذا الزمنَ الكثيرَ الشرِّ والمحنِ.


(١) أخرجه الطيالسي (١٨٧٦)، وأحمد (٩/ ٢٤)، رقم (٥٠٢٢)، (٣٨/ ١٨٧)، رقم (٢٣٠٩٨)، وابن أبي شيبة (٨/ ٥٦٤)، رقم (٢٦٧٤٤)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٣٨٨)، والترمذي (٢٥٠٧)، وابن ماجه (٤٠٣٢)، والبغوي في "الجعديات" (٨٦٧)، والبيهقي (١٠/ ٨٩) وغيرهم من طرق عن شعبة ومحمد بن عبيد الطنافسي، كلاهما: عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب -زاد الطنافسي في رواية: وأبي صالح- عن رجل من أصحاب النبي -قال شعبة: يراه ابن عمر - عن النبي به.
قال شعبة في رواية: قال الأعمش: "هو ابن عمر"، ولذا وصله أكثر الرواة عن شعبة من مسند ابن عمر دون شك.
ورواه الطبراني في "الكبير" (١١/ ٣٠٤)، رقم (٦٦٠) و"الأوسط" (٥٩٥٣) عن أبي جعفر محمد بن محمد التمار، عن أبي يعلى محمد بن الصلت التوَّزي، عن ابن عيينة، عن حصين، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عمر .
وهذا إسناد جيد إن شاء الله؛ رواته كلهم ثقات معروفون سوى التمار، وهو محمد بن محمد بن حيان أبو جعفر البصري التمار، فقال الدارقطني: لا بأس به ["سؤالات الحاكم" (١٩٢)]، وقال الحاكم: صدوق مقبول "معرفة علوم الحديث"، (ص ٥٩)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ١٥٣) وقال: "ربما أخطأ"، ولقوله هذا أورده الحافظ في "اللسان" (٥/ ٣٥٦)، رقم (٨٠٢٣). وانظر: "التذييل على كتب الجرح والتعديل" (١/ ٢٨٨)، رقم (٧٧). فالإسناد صحيح بالوجهين، ورجال الأول رجال الشيخين. والله أعلم.
(٢) في (ق): "لمن تجنبها".
(٣) الذر: صغار النمل. "العين" (٨/ ١٧٥)، "المصباح المنير" (ص ١٧٤)، والبكيُّ: كثير البكاء.
(٤) العزلة (ص ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>