(١) منها حديث أبي سعيد الخدري ﵁ قال: قيل: يا رسول الله! أي الأعمال أفضل؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، قال: ثم ماذا؟ قال: "رجل في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره". أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (٨١) بإسناد صحيح، إن شاء الله تعالى. والله أعلم. وحديثه الآخر أيضًا أن رسول الله ﷺ قال: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر؛ يفر بدينه من الفتن" أخرجه البخاري (٦٦٧٧). وحديث سلمة بن الأكوع ﵁ في "الصحيح" أيضًا (ح ٦٦٧٦): "أن رسول الله ﷺ أذن له في البدو". وبوب عليهما البخاري بقوله: "باب التعرب في الفتنة". (٢) أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (٣/ ٣٥٢)، رقم (١٤٦٣)، حديث (١٦٩١) من طريق يحيى بن أبي يحيى الخراساني، قال: كتب سفيان الثوري إلى أبي عتبة مَقْدَمه: عليك بالعزلة .. فإن سعيد بن المسيب قال: "العزلة عبادة". ويحيى بن أبي يحيى التميمي هذا لم يذكره الخطيب إلا بهذا الأثر، فهو مجهول. ولكنه توبع عند ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل" (١/ ٨٦ - ٨٨) فرواه من طريق محمد بن يوسف الفريابي، قال: كتب سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد: .. فذكر رسالة طويلة، وفيها هذا الكلام. وهذا إسناد صحيح عن الثوري، إلا أنه منقطع بينه وبين سعيد بن المسيب ﵏. وأسنده الإمام أحمد في "الزهد" (ح ٢٢٥٩) عن مؤمل بن إسماعيل، عن الثوري، عن شيخ من قريش يقال له الوليد بن المغيرة، قال: قال لي سعيد بن المسيب: "عليك بالعزلة فإنها عبادة .. ". وإسناده لا بأس به للاعتبار، والوليد بن المغيرة المخزومي المكي: تفرد عنه الثوري، وجهله أبو حاتم ["الجرح والتعديل" (٩/ ١٧)، رقم (٧٣)]، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٥٥٤)، وقال الحافظ: مقبول ["التقريب" (٧٤٥٨)]، ومؤمل بن إسماعيل: صدوق سيء الحفظ. "التقريب" (٧٠٢٩). (٣) مطبوع بالمطبعة السلفية بالقاهرة سنة (١٣٩٩ هـ) في جزء، وكذا أفردها ابن أبي الدنيا قبله، وجزؤه مطبوع أيضًا بتحقيق مشهور حسن في دار الوطن/ الرياض. وفيها لغيرهما أيضًا.