للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم أنشد لبعضهم (١):

وكل رئيس له ملال (٢) … وكل رأس به صداع

لزمت بيتي وصُنْتُ عرضًا … به عن الذلة امتناع

أشرب مما ادخرت كأسًا … له على راحتي شعاع

وأجتني من عقول قوم … قد أقفرت (٣) منهم البقاع

ونحوه قول أبي حيان (٤) أيضًا:

أرحت نفسي من الإيناس بالناس … لما غنيت عن الأكياس بالياس

وصرت في البيت وحدي لا أرى أحدًا … بناتُ فكري وكُتبي هُنَّ جُلَّاسي (٥)


(١) في (م): "وأنشد بعضهم"، وفي (زك، ق، ز ٢): "ثم أنشد بعضهم"، والصواب ما في (أ، ز، عز)، وسائر النسخ، فإنه تتمة للنقل عن "العزلة" للخطابي (٢١)، وفيه: أنشدني بعض أهل الأدب لبعضهم: فذكره، وقبله بيت: لما رأيت الزمان نكسًا .... وليس بالحكمة انتفاع كل رئيس ..... إلخ.
(٢) كذا في (عز)، والأصل الشامي لنسخة (هـ)، والمصدر. وفي نسخ: (ز، م، ق، ز ٢، زك): "ملاك"، وهو في (أ) محتمل للوجهين، وإلى المثبت أقرب، ووقع في أصل (هـ): "بلال".
(٣) خلت. "المصباح المنير" (مادة: ق ف ر، ص ٤١٦)، والبقاع جمع البُقعة.
(٤) هو: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان، أثير الدين أبو حيان الغرناطي الجياني (ولد سنة ٦٥٤ هـ بالأندلس، وتوفي سنة ٧٤٥ هـ بالقاهرة)، الشيخ الإمام الحافظ العلامة فريد عصره في التفسير والقراءات، والعربية، وغيرها، وهو مؤلف "البحر المحيط" في التفسير، وغيره من الكتب العمد في كل ما أَلَّف، وينيف تصانيفه على الخمسين، وكان ظاهري المذهب، سلفي المعتقد.
انظر: "معرفة القراء الكبار" للذهبي (١/ ٣٨٧)، رقم (٢٣)، "فوات الوفيات" (٤/ ٧١ - ٧٩)، "ذيل التقييد" للفاسي (١/ ٢٨٣)، رقم (٥٦٢)، "البدر الطالع" (٢/ ٢٨٨ - ٢٩١).
(٥) أورده تلميذه لسان الدين ابن الخطيب توفي سنة (١٧٦ هـ) في ترجمة أبي حيان في كل من "الإحاطة في أخبار غرناطة" (٣/ ٤١)، و"الكتيبة الكامنة" (٨٤)، وكذا ذكره أحمد بن محمد المقري التلمساني في "نفح الطيب" (٢/ ٥٦٤) نقلًا عن "برنامج الفقيه محمد بن سعيد الرعيني" -تلميذ أبي حيان- مثله، إلا أنه قال: "أرحت روحي" بدل "أرحت نفسي"، وهو في "الكتيبة" بلفظ:
أرحت في البيت من الإيناس بالناس … كما غنيت عن الأكياس بالياس
وصرت في البيت وحدي لا أرى أحدًا … بنات فكري وكتبي هن جلاسي

<<  <  ج: ص:  >  >>