وعبد الله في الإسناد الثاني: هو ابن المبارك كما جاء مصرحًا به عند عبد بن حميد في "المنتخب" (ص ٤٥٥ رقم ١٥٧٥)، وفي "الحلية"، كما سيأتي. (١) "حلية الأولياء" (٨/ ١٧٦) من طريق عبد الله بن المبارك، حدثنا ابن لهيعة، حدثني عقيل … به فذكره. وقال: غريبٌ من حديث ابن المبارك، عن ابن لهيعة. ورواية عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة قد قَبِلَها العلماء كما تقدم، وقد تُوبعَ ابنُ لهيعة؛ فقد تابَعَه قرةُ بن عبد الرحمن؛ فرواه الدارمي في سننه (٢/ ١٣٠١ رقم ٢٠٩١)، وابن حبان في صحيحه (١٢/ ٦ رقم ٥٢٠٧)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٤/ ٨٤ رقم ٢٢٦)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١١٨) من طريق عبد الله ابن وهب، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري … به. وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم في الشواهد، ولم يخرجاه، وله شاهدٌ مُفسرٌ من حديث محمد بن عبيد الله العَرْزَمي. وقرة بن عبد الرحمن؛ هو: ابن حيوئيل المعافري المصري؛ قال يزيد بن السط: كان الأوزاعي يقول: ما أحد أعلم بالزهري من قرة بن عبد الرحمن، وقال أحمد بن حنبل: صاحب الزهري منكر الحديث جدًّا. وقال يحيى بن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: الأحاديث التي يرويها مناكير. "الجرح والتعديل" (٧/ ١٣٢ رقم ٧٥١). وقُرَّةُ هذا وإن كان ضعيفًا، فحديثه يصلح للمتابعات، خاصةً كونه وُصِف بأنه من أعلم الناس بحديث الزهري. فهذا الطريقان يُقوّيانِ بعضهما، ويكونُ الحديثُ حسنًا لغيره، والله أعلم. (٢) قال ابن منظور: الثَّرِيدُ معروف، والثَّرْدُ الهَشْمُ، ومنه قيل لما يُهشم من الخبز ويُبَلُّ بماء القِدْرِ وغيره ثَريدة … وثَرَدْتُ الخبزَ ثَرْدًا: كسرته فهو ثَريدٌ ومَثْرُود. "لسان العرب" (٣/ ١٠٢). (٣) الذي وجدتُه ما رواه أحمد في "مسنده" (٢٨/ ٦٣٨ رقم ١٧٤٢٦)، والطبراني =