كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

أبي إسحاقَ السَّبيعيِّ، عن الحارثِ الأعورِ، عن عليٍّ ﵁ قال: قلتُ: يا رسولَ الله، مَنْ آلُ محمدٍ؟ قال: "كلُّ تقيٍّ" (١).

وأسانيدُها ضعيفةٌ (٢).

ولكنَّ شواهِدَه كثيرةٌ؛ منها في الصحيحين (٣): قوله ﷺ: "إنَّ آلَ أبي فلانٍ ليسوا لي بأولياء، إنما وليِّيَ الله وصالحُ المؤمنين".

كما بيَّنتها في "ارتقاء الغُرَف" (٤).

وقد حَمَلَ الحَلِيميُّ (٥) حديثَ الترجمةِ على كلِّ تقيٍّ مِنْ قرابته (٦).

ومِنَ الأدلةِ التي استدلَّ بها البيهقيُّ على أنَّ اسمَ الآلِ للقَرَابةِ خاصةً، لا لعامَّةِ المؤمنين: حديثُ: "كان النبي ﷺ إذا ضَحَّى أُتِيَ بكَبشَين، فذَبَحَ أحدَهما عن أمتِه؛ مِمَّنْ شَهِدَ بالتوحيد، وشَهِدَ له بالبَلَاغ، وذَبَحَ الآخرَ عن محمدٍ وآلِ محمدٍ" (٧).

(١) لم أقف عليه من حديث علي ﵁، ولم يذكره الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٤٧٥)، ولا السيوطي في "الجامع الكبير" -كما في "كنز العمال" (٣/ ٨٩) - إلا من حديث أنس.
(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: حديثٌ موضوع. "منهاج السُّنَّة" (١/ ٧٥).
(٣) "صحيح البخاري" (الأدب، باب تبل الرحم ببلالها رقم ٥٩٩٠)، و"صحيح مسلم" (الإيمان، باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم رقم ٢١٥) كلاهما من حديث عمرو بن العاص.
(٤) "استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ﷺ وذوي الشرف" (٢/ ٦٦٦ - ٦٧٣).
(٥) في الأصل: الحميدي، والتصويب من "ز" و"م" و"د". وهو: أبو عبد الله؛ الحسين بن الحسن بن محمد البخاري الجرجاني الخراساني، إمام المحدثين والمتكلمين بخراسان، ومن أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي، ولد سنة ٣٣٨ هـ، وتوفي سنة ٤٠٣ هـ، ويعتني به البيهقي، ويُكثرُ عنه النقولَ في كتابه "شعب الإيمان"، وغيره. انظر: "تاريخ جرجان" (ص ١٩٨ رقم ٢٨٦)، "وفيات الأعيان" (٢/ ١٣٧ - ١٣٨/ ١٨٦)، "سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٢٣١ - ٢٣٣/ ١٣٨).
(٦) "المنهاج في شعب الإيمان" للحَليمي (٢/ ١٤١ - ١٤٢).
(٧) حيث قال: وفي هذا دلالة على أنَّ اسمَ الآلِ للقرابة خاصة لا لعامة المؤمنين. "الشعب" (٣/ ١٥٢). =