قال ابن منيع: "وهذا حديثٌ منكرٌ، وسلّامٌ الطويل ضعيف الحديث جدًّا". "المخلصيات". وبه أعله أيضًا ابن الجوزي في "الواهيات"، والهيثمي في "المجمع" (٨/ ٥٧). وأما ابن عديٍّ ﵀ فقد جعل الحملَ فيه على الفضل بن عطية فقال: "وروى هذا محمدُ بنُ الفضلِ بنِ عطيةَ عن أبيه، وليس البلاءُ في هذا الحديث من سلّامٍ، إنما البلاء فيه من الفضلِ بنِ عطيةَ لأنه ضعيفٌ، وابنه محمدٌ أضعفُ منه". قلتُ: الطريق الذي أشار إليه ابن عديٍّ أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ٢٢)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (١٤/ ٧٣)؛ عن محمدِ بنِ الفضلِ بنِ عطيَّةَ عن أبيه عن عطاءَ عن ابن عباسٍ ﵄ به. ومحمد بن الفضل بن عطية متروك، وكذبه جماعة. تقدمت ترجمته في تخريج الحديث (٣٢). وعليه فإن متابعته لسلّام الطويل لا تقوى على إلصاق التهمة بأبيه؛ إذ لا تثبت رواية الفضل للحديث أصلًا. والله أعلى وأعلم. (١) "المخلصيات" (٢/ ٦٧) رقم (١٠٣٣). (٢) كذا في النسخ الأربع، والصواب في اسم أبيه أنه "سَلْم"، كما ذكر الخطيب والمزي. وقد اختلف في اسم أبيه فقيل: سُلَيم، وقيل: سليمان، وقيل: سلمان، ولم أقف على أحد ذكره باسم "سالم" إلا الدارقطني في "الضعفاء" (١٤٣). (٣) تقدمت ترجمته في تخريج الحديث رقم (٨٨). (٤) أخرجه من طريقه أبو نعيم في "المعرفة" (٦/ ٣٠٢٨) رقم (٧٠٢٠)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (٥/ ٣٠٤)؛ من طريق قتيبة. وأخرجه من طريقه أبو نعيم في "المعرفة" أيضًا (٦/ ٣٠٢٨) رقم (٧٠٢٢)، من طريق عبد الرحمن بن أبان. وذكره أيضًا الحافظ في "الإصابة" (٧/ ٣٨٨) من هذا الطريق. كلاهما (قتيبة وعبد الرحمن) عن الليث به. (٥) كذا في الأصل و"ز" و"د": (ذويد) بالمعجمة، وفي "م": (دُويد) بالمهملة، وقد ورد اسمه في المصادر على الوجهينِ جميعًا.