كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ولكنْ قد قال أبو داودَ: "قال مَعمَر: احتَجَمتُ فذهبَ عَقلي، حتى كنتُ أُلَقَّنُ فاتِحةَ الكتابِ في صلاتي. وكان احتجَمَ على هامَتِه" (١)؛ أي: على رأسِه.

وللطبرانيِّ في "الكبيرِ" (٢)، من حديثِ مَسلَمةَ بنِ سالمٍ (٣) عن عُبَيدِ الله بنِ

= مداره على عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو ليِّنٌ. انظر: "تهذيب التهذيب" (٦/ ١٣٦).
وأبوه ليس له سماعٌ من أحدٍ من الصحابة، وعده الحافظ في "التقريب" من الطبقة السادسة، ورواة هذه الطبقة لم يثبت لهم لقاء أحدٍ من الصحابة.
* لكن يشهد لاحتجامه ﷺ على هامته (رأسه) الحديث السابق في احتجامه على اليافوخ، بل أخرج البخاري (جزاء الصيد، باب الحجامة للمحرم) رقم (١٨٣٦)، ومسلم (الحج، باب جواز الحجامة للمحرم) رقم (١٢٠٣)؛ من حديث ابنِ بُحَينَةَ ﵁ قال: "احتجَمَ النبيُّ ﷺ وهو محرمٌ بِلَحْيِ جملٍ في وسطِ رأسِهِ". واللفظ للبخاري.
* ويشهد لاحتجامه ﷺ بين كتفيه حديث جَابر ﵁: أن رسولَ الله ﷺ احتجم في الأَخْدَعَينِ وبينَ الكَتِفَينِ.
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (٤/ ١٤٤) رقم (٢٢٠٥)، من حديث جُبارةَ بنِ المُغَلِّسِ عن أبي بكرٍ النَّهْشَليّ عن الهيثمِ بنِ أبي الهيثمِ عن جابرٍ به.
وإسناده ضعيف:
جبارة بن المغلس ضعيف. تقدمت ترجمته في تخريج الحديث رقم (٣٨١).
والهيثم بن أبي الهيثم: هو الهيثم بن حبيب الصيرفي، وهو من أتباع التابعين، فالسند منقطع بينه وبين جابر ﵁. انظر: "تهذيب التهذيب" (١/ ٨١)، و"التقريب" (٥٧٧). لكنه يصلح شاهدًا لتقوية حديث أبي كبشة الأنماري. والله أعلم.
(١) "السنن" (الطب، باب في موضع الحجامة) رقم (٣٨٦٠).
(٢) "المعجم الكبير" (١٢/ ٢٩١) رقم (١٣١٥٠).
(٣) ويقال: مسلم بن سالم، الجهني البصري. كان بمكة. روى عن صالح بنِ درهمٍ وعبيدِ الله بنِ عمرَ، وروى عنه عبدُ الله بنُ محمدٍ العُبادي ومسلمُ بنُ حاتمٍ الأنصاري.
قال أبو داود: "ليس بثقة".
انظر: "الجرح والتعديل" (٨/ ٢٦٩)، "الميزان" (٤/ ١٠٤)، و"تهذيب التهذيب" (١٠/ ١١٨).
تنبيه: هناك راوٍ آخر يدعى "مسلم بن سالم الجهني"، وهو من رجال الشيخين، لكنه كوفيٌّ وليس بصريًّا، ويعرف بـ "أبي فروة الأصغر". انظر: "تهذيب التهذيب" (١٠/ ١١٧).