للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو بكرِ بنُ فُورَكَ على معناهُ في جُزءٍ، ووَجَّهَ ما ثَبتَ فيه الثلاث".

ونحوُه قولُ شيخِنا في "تخريجِ الرَّافِعِيِّ" (١) تَبَعًا لأصلِهِ (٢): "وقد اشتَهَرَ على الألسِنَةِ بزيادَةِ: "ثلاث"، وشرحَهُ الإمامُ أبو بكرِ بنُ فُورَكَ في جزءٍ مفرَدٍ، وكذلك ذكرَهُ الغزاليُّ، ولم نَجِدْ لفظَ "ثلاث" في شيءٍ من طرقِهِ المسنَدَةِ".

وقال في موضعِ آخرَ (٣): "قد وقفتُ على جزءٍ للإمامِ أبي بكرِ بنِ فُورَكَ أفرَدَهُ للكلامِ على هذا الحديثِ، وشَرحَهُ على أنه وردَ بلفظِ الثلاثِ، ووَجَّهَهُ، وأطَنَبَ في ذلك".

وقال في "تخريجِ الكشَّافِ" (٤): إن "لفظَ "ثلاث" لم يَقَعْ في شيءٍ من طُرُقِهِ، وزيادَتُه تُفسِدُ المعنى، على أنَّ الإمامَ أبا بكرِ بنَ فُورَكَ شرحَهُ في جزءٍ مفرَدٍ بإثباتِه، وكذلكَ أورَدَهُ الغزاليُّ في "الإحياءِ"، واشتَهَرَ على الألسِنَةِ".

وكذا قال الوَلِيُّ العراقيُّ في "أمالِيه" (٥): "ليست هذه اللَّفظَةُ -وهي "ثلاثٌ"- في شيءٍ من كتبِ الحديثِ، وهي مُفسِدَةٌ للمعنى؛ فإنَّ الصلاةَ ليست من أمورِ الدُّنيا". انتهى.

وقد وجَّهناها في الجزءِ المشارِ إليهِ (٦).


(١) "التلخيص الحبير" (٣/ ٢٥٤).
(٢) أصله هو "البدر المنير" كما لا يخفى، لكن ليس في "البدر المنير" أدنى إشارة إلى هذه الزيادة.
(٣) لم أقف على كلامه هذا في شيء من مصنفاته المطبوعة.
(٤) "الكافي الشافي" (٢٧).
(٥) ذكرها الكتاني في "الرسالة" (١٦٠)، قال: "وهي تنوف عن سِتِّمائة مجلس".
* وقال ابن تيمية: "وكان النبيُّ يقول: "حُبِّبَ إليَّ من دنياكُم النساءُ والطِّيبُ"، ثم يقولُ: "وجُعِلَت قرةُ عيني في الصلاةِ"، ولم يَقُلْ: "حُبِّبَ إليَّ من دنياكم ثلاثٌ"، كما يرفعُهُ بعضُ الناسِ". "مجموع الفتاوى" (٢٨/ ٣١).
(٦) وأشار إلى ضربٍ من توجيه هذه الزيادة ابنُ رجبٍ، حيث قال: "ويشهدُ لذلكَ (يعني: جعل الصلاة مِع أمور الدنيا) حديثُ: "الدنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها إلا ذكرُ الله وما والاهُ، أو عالمًا أو متعلِّمًا" … ". "جامع العلوم والحكم" (٢٩٨).
وقال القاري موجِّهًا هذه الزيادة أيضًا: "وأما صحَّتُه من جهةِ المعنى: فلِوُقوع قرَّةِ عينِه في الدُّنيا، جُعِلَ كأنه مِنها". "الأسرار المرفوعة" (١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>