للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد عزاهُ الدَّيلميِّ (١) بلفظِ: "حُبِّبَ إليَّ كلُّ شيءٍ (٢)، وحُبِّبَ إليَّ النساءُ" إلى آخرِهِ، للنَّسائيِّ وغيرِهِ (٣)، مِمَّا أرَهُ كذلكَ فيها.

وكذا أفادَ ابنُ القيِّمِ (٤) أنَّ أحمدَ رواهُ في "الزُّهدِ" (٥) بزيادةٍ لَطِيفَةٍ، وهي: "أصبِرُ عن الطَّعامِ والشَّرابِ، ولا أصبِرُ عنهُنَّ".

وأما ما اشتَهَرَ في هذا الحديثِ مِن زيادةِ "ثلاثٌ" فلم أقف عليه إلا في مَوضِعَينِ من "الإحياءِ" (٦)، وفي تَفسيرِ "آلِ عِمرانَ" من "الكَشَّافِ" (٧)، وما رأيتُها في شيءٍ من طُرُقِ هذا الحديثِ بعدَ مَزيدِ التفتِيشِ.

وبذلكَ صرَّحَ الزَّركشِيُّ (٨)، فقالَ: إنه "لم يَرِدْ (٩) فيه لفظُ: ثلاث"، قال: "وزيادتُه مُحِيلَةٌ للمعنى؛ فإنَّ الصَّلاةَ ليسَت من الدُّنيا"، قال: "وقد تكلَّمَ الإمامُ


(١) "مسند الفردوس (س) "، وعزاه للنسائي من طريق سلام أبي المنذر السالف.
(٢) كذا في النسخ الأربع، وكذا نقله أيضًا في "الشذرة" (١/ ٢٤٣)، و"كشف الخفاء" (١/ ٣٣٨)، فالظاهر أنه كذلك في أصل الكتاب.
والذي في "مسند الفردوس": "حُبِّبَ إلي كلِّ امرئٍ شيءٌ، وحبب إليَّ النساء … "، وهو الصواب. والله أعلم.
(٣) قال الديلمي: "ورواه الموصلي [يعني: أبا يعلى] عن أبي ياسر عمار عن سلامٍ مثله".
(٤) "الجواب الكافي" (١٤٨)، قال: "كما في كتاب "الزهد" للإمام أحمدَ من حديثِ يوسفَ بنِ عطيَّةَ الصَّفَّارِ عن ثابتٍ البُنانيِّ عن أنسٍ … ".
وإسناده ضعيفٌ جدًّا:
يوسف بن عطية الصفار متروك. انظر: "التقريب" (٦١١)، و"تهذيب التهذيب" (١١/ ٣٦٧).
(٥) لم أقف عليه في المطبوع من "الزهد".
(٦) "إحياء علوم الدين" (٢/ ٣١) و (٣/ ٢١٤).
(٧) "الكشاف" (١/ ٤١٦).
وذكره قبلهما بهذه الزيادة: القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (١/ ٣٨١).
(٨) "التذكرة" (١٨١).
(٩) في الأصل: (يزد)، وفي "م": (يَرَ)، والمثبت من "ز" و"د"، وهي كذلك في المصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>