للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وذكره العقيلي في "الضعفاء" (٤/ ٤٢٠)، وقال: "عن هقل. لا يتابع على حديثه عن الأوزاعي"، وذكر له هذا الحديث.
وبناءً عليه قال الحافظ في "التقريب": "صدوق، تكلموا في روايته عن هقل".
وقد تبيَّن أن يحيى لم يتفرد بروايته عن هقل، فلم يبقَ لجرح العقيلي مستندٌ.
وأما عمرو بن هاشم البيروتي؛ فقد قال ابن أبي حاتم: سألتُ محمدَ بنَ مسلمٍ (يعني: ابن واره) عنه فقال: "كتبتُ عنهُ، كان قليلَ الحديثِ"، قلت: ما حاله؟، قال: "ليس بذاكَ، كان صغيرًا حين كتبَ عن الأوزاعيِّ". "الجرح والتعديل" (٦/ ٢٦٨).
فيظهر أن ابن واره إنما يعني أن روايته عن الأوزاعي خاصةً ليست بذاك لأنه كتب عنه صغيرًا.
ونقل ابن عساكر عن ابن عدي أنه قال فيه: "ليس به بأس". "تاريخ دمشق" (٤٦/ ٤٥٣).
وذكره العقيلي في "الضعفاء" (٣/ ٢٩٤)، وقال: "عن ابن عجلانَ. مجهولٌ بالنقلِ، ولا يتابَع على حديثِه"، وأورد له حديثًا.
قلتُ: لا يضرُّ تجهيله؛ فقد روى عنه غير واحد ووثقه ابن عدي، وأما حديثه هنا فقد توبع عليه.
والحاصل: أن كلًا من يحيى وعمروٍ فيهما كلامٌ لا يقدح، فلا أقلَّ مِن أنَّ روايتَهما معًا عن الهقلِ ترقى بالحديثِ إلى الحسنِ. والله أعلم.
* وقد خولف هقل بن زياد في إسناده:
فرواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعيِّ عن إسحاقَ بن عبد الله بن أبي طلحةَ عن النبيِّ مرسلًا.
أخرج حديثه الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٤/ ١٨٩).
لكن الهقلَ بنَ زيادٍ أثبت الناس في حديث الأوزاعي:
قال أحمد: "لا يكتب حديثُ الأوزاعي عن أوثقَ مِن هقلٍ". "تهذيب الكمال" (٣٠/ ٢٩٣).
وقال أبو مسهر: "ما كان ها هنا أحدٌ أثبتَ في الأوزاعيِّ من هقلٍ". "الجرح" (٩/ ١٢٣).
وقال مروان بن محمد: "أعلم الناس بالأوزاعيِّ … عشرةُ أنفسٍ: أولهم هقلٌ". "الجرح" (٦/ ٤٨).
وعليه فإن هذا الحديث حسن، ولا يقدح فيه أنه جاء مرسلًا من وجه آخر. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>