(٢) جاء هذا الحديث عن أنس بن مالك ﵁ من ستة طرق: الأول: أخرجه ابن ماجه (الفتن، بابٌ بدأَ الإسلامُ غريبًا) رقم (٣٩٨٧)، والطبراني في "الأوسط" (٢/ ٢٦١) رقم (١٩٢٥)؛ كلاهما من طريق عبدِ اللهِ بنِ وَهبٍ عن عمروِ بنِ الحارثِ وابنِ لَهِيعةَ. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (٢/ ١٧١) من طريق عبدِ اللهِ بنِ صالحٍ عن الليثِ. ثلاثتهم (عمرو وابن لهيعة والليث) عن يزيدَ بنِ أبي حِبيبٍ عن سِنانِ بنِ سَعدٍ عن أنسِ بنِ مالكٍ عن رسولِ اللهِ ﷺ قال: "إن الإسلامَ بدأَ غريبًا، وسيعود غريبًا، فَطُوبَى للغُرَباءِ". وفي إسناده ضعف: سِنانُ بنُ سَعدٍ (ويقال: سعد بن سنان): مختلف فيه وهو إلى الضعف أقرب، لكنه ليس ساقطًا عن الاعتبار. انظر: "تهذيب التهذيب" (٣/ ٤٠٩). الثاني: أخرجه الطبراني في "الكبير" (٨/ ١٧٨) رقم (٧٦٥٩)، والآجري في "الغرباء" (٢١) رقم (٥)، وابن عدي في "الكامل" (٦/ ٦٩)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (١١٤) رقم (١٩٩)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (١٢/ ٤٨١)؛ كلهم من طريق كثير بن مروان الفلسطيني. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (١/ ٣٩٣) من طريق أُبَيْنِ بنِ سفيانَ. كلاهما عن عبد الله بن يزيد عن أبي الدرداءِ وأبي أمامةَ الباهليِّ وواثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ وأنسِ بنِ مالكٍ ﵃ قالوا: خرجَ علينا رسولُ اللهِ ﷺ يومًا ونحنُ نَتَمارى في شيءٍ من أمرِ الدِّينِ … ، وذكر حديثًا طويلًا، وفيه: "إن الإسلامَ بدأَ غريبًا، وسيعودُ غريبًا". وإسناده ضعيفٌ جدًّا من كلا طريقيه: أما الأول: ففيه كثير بن مروان السلمي الفلسطيني ثم المقدسي: قال ابن معين: "ليس بشيء" "الدوري" (٤/ ٤٢٧)، وقال الفسوي: "ليس حديثه بشيء" "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٢٦٢)، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًا، لا يجوز الاحتجاجُ به ولا الروايةُ عنه إلا على جهة التعجبِ" "المجروحين" (٢/ ٢٣٠). وأما الثاني: ففيه أُبَيْنُ -بضمَّ الهمزةِ، وفتح الباءِ المعجمةِ، وسكون الياءِ المعجَمَةِ باثنتينِ من تحتِها- بن سفيانَ المقدسيُّ: قال البخاري: "لا يكتب حديثه"، وقال ابن عدي: "مقدارُ ما يرويه غيرُ محفوظٍ، وما يرويه عَن مَن رواه مُنكَرٌ كلُّه" "الكامل" =