وإسنادُه ضعيفٌ جدًّا: فيه سليمان بن أرقم، قال ابن معين: "ليس يسوى فلسًا" "الدوري" (٣/ ٥٢٧)، وقال أحمد: "لا يسوى حديثه شيئًا" "العلل ومعرفة الرجال" (٢٩٣)، وقال البخاري: "تركوه" "التاريخ الكبير" (٤/ ٢)، وقال أبو زرعة: "ذاهب الحديث". * ولطرفِه الأولِ (وُلِدَ لنوحٍ سَامٌ وحامٌ ويافِث) شاهدٌ من حديث سمرة بن جندبٍ: أخرجه أحمد في "مسنده" (٣٣/ ٣٠٣) رقم (٢٠١١٤)، والطبري في "التاريخ" (١/ ١٢٩)، من طريق روح بن عبادة. والطبراني في "الكبير" (١٨/ ١٤٥) رقم (٣٠٩) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى. كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادةَ عن الحسن عن سمرةَ أنَّ رسول الله ﷺ قال: "وَلدُ نوحٍ ثلاثةٌ: سامٌ وحامٌ ويافثُ". وإسناده صحيح: سماع الحسنِ من سمرةَ ﵁ فيه خلافٌ مشهورٌ، والراجحُ في نظري -والله أعلم- ثبوتُ سماعِه من سمرةَ مطلقًا، وعلى ذلك إماما هذا العلمِ؛ ابنُ المدينيِّ والبخاريِّ، مع ما عرف من تحرِّيهما وتوقِّيهما في باب إثبات السماعِ، وكذا أبو داود والحاكم والذهبي وغيرهم. انظر: "التاريخ الكبير" (٢/ ٢٩٠)، "ترتيب علل الترمذي الكبير" (٣٨٦)، "سنن أبي داود" رقم (٩٧٥)، "المستدرك" (١/ ٣٣٥)، و"سير أعلام النبلاء" (٣/ ١٨٤). وعند يحيى القطانِ وغيرِه أنَّ روايتَه عن سمرةَ كتابٌ، وهذا لا يقتضي الانقطاعَ. انظر: "الطبقات الكبرى" (٧/ ١٥٧)، و"جامع التحصيل" (١٦٥). وقد ثبت سماعُ الحسنِ من سمرةَ لغيرِ حديثِ العقيقةِ المشهورِ؛ ففي "مسند أحمد" (٣٣/ ٣١٦) رقم (٢٠١٣٦) حديثٌ آخرُ صحيحٌ صرَّحَ فيه الحسنُ بالسماعِ من سمرةَ ﵁. والله أعلم. وانظر: "التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة" (١/ ٢٤٢ - ٢٥٥). ولا يخشى هنا من تدليس قتادةَ؛ لأنَّ روايتَه عن الحسنِ وهو ممن أكثر عنه، فروايته والحالة هذه محمولة على الاتصال، وكذا الحال في رواية سعيدِ بن أبي عروبة عن قتادةَ. =