وهذا أيضًا لا يثبُتُ؛ فيه رِشدينُ بنُ سعدٍ: ضعَّفه ابنُ معينٍ وأحمدُ والفلاسُ وأبو رزعةَ وأبو حاتمٍ. انظر: "الجرح والتعديل" (٣/ ٥١٣). وقد صوَّبَ أبو حاتمٍ الوقفَ في هذا الحديثِ. "العلل" (ص: ١٢٦٩). * وروي هذا المتنُ أيضًا من حديثِ أبي هريرةَ ﵁: أخرجه أبو نعيمٍ في "أخبار أصبهان" (٢/ ٣٠)، وفيه أحمد بن محمد بن سليمان المالكي البصري، وأحمد بن محمد بن إبراهيم الخزاعيُّ السرّاجُ الأصبهاني، وعبد الله بن محمد بن مزيد الأصبهاني: لم أظفر لأيٍّ منهم بترجمةٍ. والله أعلم. (١) لم أقف عليه في المطبوع من الفتاوى الحديثية. (٢) محمدُ بنُ هارونَ بنِ عبدِ الله بنِ حُمَيدٍ البغداديُّ، المعروفُ بـ "البعراني". سمع خالدَ بنَ يوسفَ السمتيَّ ونصرَ بن عليٍّ الجهضميَّ وعدَّةً، وحدث عنه أبو الحسنِ الدارقطنيُّ وأبو حفصِ بنُ شاهينَ وآخرونَ. وثَّقه الدارقطنيُّ والقوَّاسُ. توفي سنة (٣٢١). "تاريخ بغداد" (٣/ ٣٥٨)، و"سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٢٥). (٣) أخرجه عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ في "زوائده على الزهد" (٤٦٤) من طريقِ أبي معمرٍ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ الهذلي عن عيسى بنِ يونس عن الأعمشِ عن إبراهيمَ به. وإسنادُه صحيحٌ؛ رجالُه رجالُ الشيخينِ، ولا يُخشى ههنا من تدليسِ الأعمشِ؛ فإنَّ روايتَه عن النخعيِّ وهو ممن أكثَرَ عنه، فروايتُه -والحالةُ هذه- محمولةٌ على الاتصالِ كما ذكر الذهبيُّ في "الميزان" (٢/ ٢٢٤). وأخرجه الخطابي في "غريب الحديث" (٣/ ١٢٤) من طريقِ سفيانَ عن رجلٍ عن إبراهيمَ، والظاهرُ أن هذا الرجلَ هو الأعمشُ. ثم قال: "وإنما كان يعجبُهم ذلك منه -وإن كان تركُ الصِّبا أسلمَ له- لأنه إذا تابَ وارْعَوَى كان أشدَّ لاجتهادِه في الطاعةِ، وأكثرَ لندَمِه على ما فرَّط منه، وأبعدَ له من أن يُعجَبَ بعملِه أو يتَّكِلَ عليه". وقال أيضًا (٣/ ١٢٥): "وفي قولِ إبراهيمَ وجهٌ آخرُ: وهو إنما حَمِدَها له لئلَّا يُؤتى من ناحيَةِ الغفلةِ، فيقعَ في الشرِّ وهو لا يعلمُ".