كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ولِتَمَّامٍ في "فوائِدِه" والقُضاعيِّ في "مُسندِه" (١)، من حديث ابنِ لَهِيعَةَ: حدَّثنا أبو عُشَّانَةَ (٢) عن عُقبَةَ بنِ عامرٍ مرفوعًا: "إنَّ اللهَ لَيَعجَبُ منَ الشّابِّ الذي ليسَت لهُ صَبْوَةٌ" (٣) (٤).

= وجميعها واهيةٌ لا يصح منها شيءٌ. والله أعلم.
انظر: "العلل المتناهية" (٢/ ٧١٠)، و"السلسلة الضعيفة" (٨/ ٦٥).
(١) "فوائد تمام" (٢/ ١١٦) رقم (١٣٠٠)، و"الشهاب" (١/ ٣٣٦) رقم (٥٧٦).
(٢) أبو عُشَّانة -بضمِّ المهملةِ وتشديدِ المعجمةِ-، حَيُّ -بفتح أولِه وتشديدِ التحتانيَّةِ- بنُ يُؤمِنَ- بضمِّ التحتانيةِ وسكونِ الواوِ وكسرِ الميم -المصرَيُّ، ثقةٌ مشهورٌ بكنيتِه، من الثالثةِ، مات سنةَ ثمانيَ عشرةَ. بخ د س ق. "التقريب" (١٨٥) بتصرُّف.
(٣) أي: ميلٌ إلى الهوى. "النهاية" (٢/ ٧٤٨).
(٤) وأخرجه أحمد في "مسنده" (٢/ ٦٠٠) رقم (١٧٣٧١)، والطبراني في "الكبير" (١٧/ ٣٠٩) رقم (٨٥٣)؛ من طريق قتيبة بن سعيد.
والحارث بن أبي أسامة في "مسنده"، كما في "بغية الباحث" (٢/ ٩٨٦) رقم (١٠٩٩)، وابن الأعرابي في "معجمه" (٢/ ١٧٧) رقم (٨٨٦)؛ من طريق سعيد بن شرحبيل.
وابنُ أبي عاصم في "السُّنَّة" (١/ ٢٥٠) رقم (٥٧١)، وابنُ عديٍّ في "كامله" (٤/ ١٤٧)؛ من طريق هشام بن عمار.
وأبو يعلى في "مسنده" (٣/ ٢٨٨) رقم (١٧٤٩)، وابنُ عديٍّ في "كامله" (٤/ ١٤٧)؛ من طريق كاملِ بنِ طلحةَ.
كلُّهم عن عبدِ الله بنِ لَهِيعةَ به.
وأخرجه الرُّويانيُّ في "مسنده" من طريق ابنِ وهبٍ عن ابن لهيعةَ؛ فمرَّةً قال: "عن أبي عُشَّانة عن عقبةَ" (١/ ١٧٥ رقم ٢٢٧)، ومرَّةً قال: "عن مِشْرَحِ بن هاعانَ عن عقبة" (١/ ١٧٤ رقم ٢٢٢).
وابنُ لَهيعةَ -كما هو معلومٌ- فيه كلامٌ كثيرٌ واختلافٌ كبيرٌ، لكنَّ أعدلَ الأقوالِ فيه -في نظري- أنه ضعيفٌ في أولِه وآخرِه، وإنْ كانت روايةُ القدماءِ عنه أحسنَ حالًا من غيرِها، وهو مع ذلك ليسَ ساقطًا عن الاعتبارِ. والله أعلم.
وهذا قولُ جماعةٍ من النقَّادِ المتقدمنَ؛ كابنِ سعدٍ والفلَّاسِ وأبى زرعةَ.
انظر: "الطبقات الكبرى" (٧/ ٥١٦)، و"الجرحِ والتعديل" (٥/ ١٤٧).
وقد أشار إلى تضعيفِ هذا الحديثِ بابنِ لهيعةَ العراقيُّ في "المغني" (٢/ ١٠٠٤)، وضعَّفه أيضًا الحافظُ -كما سيأتي-، والبوصيريُّ في "الإتحاف" (٧/ ٤٥١).
وذكر ابنُ عديٍّ هذا الحديثَ فيما أنكِرَ على ابنِ لَهِيعةَ وقال: "وهذا الحديثُ لا أعلمُ يرويه غيرُ ابنُ لهيعةَ".
نعم، لم يروِه مرفوعًا عن عقبةَ غيرُ ابنِ لهيعةَ -فيما وقفتُ عليه-، لكنه روي موقوفًا =