كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وهكذا رواهُ إبراهيمُ الحربيُّ في "غريبِ الحديثِ" (١) له من حديثِ يحيى عن مسروقٍ بنحوِهِ.

وطُرُقُه صحيحةٌ (٢)، ولذا علَّقَه البخاريُّ في "صحيحِه" (٣) بصيغَةِ الجزمِ؛ فقال: "وقال ابنُ مسعودٍ في السَّكَرِ: إنَّ اللهَ" وذكرَهُ.

ولابنِ حبانَ في "صحيحِه" عن أبي يَعلى -وهو في "مسنَدِه"- والبيهقيِّ (٤)، من حديثِ حسَّانَ بنِ مُخارِقٍ (٥) عن أمِّ سلمةَ قالت: نبذتُ نَبيذًا

= وعلى أيِّ حالٍ فإنَّ هذا الإسنادَ -إنْ لم يصحَّ منفردًا- فإنه يعتضِدُ بما سلفَ من طرقِ الحديثِ.
* وللحديثِ طريقٌ ثالثٌ عندَ أحمدَ في "الأشربة" (٢٨) رقم (١٣٣) من حديث محمد بن فُضَيل عن العلاءِ بن المسيِّب عن أبيه عن ابنِ مسعودٍ ﵁ به.
ورجالُه رجالُ الشيخينِ، إلا أَن المسيِّبَ بنَ رافعٍ لم يسمعْ منِ ابنِ مسعودٍ:
قال أبو حاتم: "المسيبُ بنُ رافعٍ عن ابن مسعودٍ مرسَلٌ". "المراسيل" (٢٠٧).
وعلى كلِّ فطرُقُ الحديثِ ليسَ فيها ما هو شديدُ الضَّعفِ، فترقى بمجموعِها إلى الحسنِ.
(١) لم أقف عليه في المطبوع من "غريبِ الحديثِ"، لكنْ أسندَهُ من طريقِه الحافظُ في "تغليقِ التعليق" (٥/ ٣١) فقال: "قال إبراهيمُ الحربي في "غريبِ الحديثِ": حدثنا معاويةُ بنُ عمروٍ: حدثنا زائدةُ عن أبي حَصينٍ عن يحيى عن مسروقٍ".
معاويةُ بنُ عمروٍ: هو ابنُ المهلَّبِ الأزديُّ، وزائدةُ: هو ابنُ قدامةَ الثقفيُّ، وأبو حَصينٍ -بفتح المهملةِ-: عثمانُ بنُ عاصَمٍ الأسديُّ، ويحيى: هو ابنُ وثَّابٍ -بتشديد المثلَّثةِ- الأسديُّ.
وكلُّهم ثقاتٌ مخرَّجٌ لهم في الصحيحينِ؛ فهذا إسنادٌ صحيحٌ. والله أعلم.
(٢) في "ز": (وطرفه صحيح)، وهو خطأ.
(٣) "الصحيح" (الأشربة، باب شراب الحلوى والعسل).
(٤) "مسند أبي يعلى" (١٢/ ٤٠٢) رقم (٦٩٦٦)، و"صحيح ابن حبان"، كما في "الإحسان" (الطهارة، باب النجاسة وتطهيرها) (٤/ ٢٣٣) رقم (١٣٩١)؛ من طريق أبي خيثمةَ زُهيرِ بنِ حربٍ.
و"السنن الكبرى" (الضحايا، باب النهي عن التداوي بالمسكر) (١٠/ ٥) من طريق أبي معمر القطيعيِّ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ.
كلاهما عن جريرِ بنِ عبدِ الحميدِ عن أبي إسحاقَ الشَّيبانيِّ -سليمانَ بنِ أبي سليمانَ- عن حسانَ بنِ مخارقٍ به.
(٥) الكوفي، أبو العَوَّامِ. روى عن أمِّ سلمةَ وأبي عبدِ اللهِ الجدَليِّ، وروى عنه أبو إسحاقَ =