للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن ابنِ مسعودٍ أنه كان يقول: "فعَلَيكم بهذا القرآنِ فإنه مَأدُبَةُ الله، فمَن استطاعَ منكم أنْ يَأْخُذَ مِنْ مَأْدُبَةِ الله فلْيَفْعَل؛ فإنما العِلْمُ بالتَّعَلُّمِ".

أخرجه البزار (١) مَوقوفًا في حديثٍ طويلٍ، ورجالُهُ مُوَثَّقُون.

وعندَ البيهقيِّ في "المَدخل" (٢) مِنْ طريقِ عليِّ بن الأقْمَرِ، والعسكريِّ مِنْ حديثِ أبي الزَّعْرَاء (٣)؛ كلاهما عن أبي الأحْوَصِ عنه قال: "إنَّ الرجلَ لا يُولَدُ عالِمًا، وإنما العِلْمُ بالتَّعَلُّم".

وللعسكريِّ فقط مِنْ حديثِ حمادٍ، عن حميدٍ الطَّويلِ قال: كان الحسن يقول: "إذا لم تكُنْ حَلِيمًا فتَحَلَّم، وإذا لم تكن عالِمًا فتَعَلَّم، فقَلَّ ما تَشَبَّهَ رجلٌ بقَومٍ إلا كان منهم".

ومِنْ حديت زَافِرٍ (٤)، عن عَمرِو بن عامِرٍ


(١) "مسند البزار" (٥/ ٤٢٣ رقم ٢٠٥٥، ٢٠٥٦) من طريق عبيدة بن حميد قال: حدثنا أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، قال: سمعت عبد الله بن مسعود فذكره ثم قال: وحدثناه إسحاق بن بهلول، قال: حدثنا الوليد بن القاسم حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بنحوه.
وعبيدة بن حميد الكوفي أبو عبد الرحمن المعروف بالحذاء التيمي صدوق نحوى ربما أخطأ. "التقريب" (٤٤٠٨)، وقال الذهبي: وثقه أحمد، وابن معين، والناس. "ميزان الاعتدال" (٣/ ٢٥)، وأبو الزعراء ثقة كما سيأتي بعد قليل، والوليد بن القاسم ابن الوليد الهمداني الكوفي؛ مختلفٌ فيه، وقال ابن عدي: إذا روى عن ثقة ويروي عنه ثقة فإنه لا بأس به. "الكامل" (٧/ ٨٤).
وهنا كل من الراوي عنه وشيخه ثقة، وباقي رجال الإسناد ثقات، فكلا الإسنادين حسن، وبمجموعهما يرتقي الأثر إلى الصحة، والله أعلم.
(٢) "المدخل إلى السنن الكبرى" (١/ ٣٤٠ رقم ٣٧٧) من طريق علي بن الأقمر به.
(٣) أبو الزَّعْرَاء -بفتح الزاي وسكون المهملة- هو عمرو بن عمرو أو ابن عامر ابن مالك بن نضلة الجشمي -بضم الجيم وفتح المعجمة- الكوفي ثقة "التقريب" (٥٠٨٢).
(٤) زافر -بالفاء- ابن سليمان الإيادي أبو سليمان القُهُسْتاني -بضم القاف والهاء وسكون المهملة- السجستاني؛ قال أحمد وابن معين وأبو داود: ثقة، وقال أبو حاتم: محله الصدق. وذكره البخاري في الضعفاء، وقال: عنده مراسيل الحديث ووهم، وهو =

<<  <  ج: ص:  >  >>