كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

طريقِ محمدِ بن الحسنِ بن أبي يَزيدَ الهَمْدانيِّ، حدثنا الثوري، عن عبدِ الملك بن عُمَيرٍ، (عن رجاءِ بن حَيْوَةَ، عن أبي الدَّرْداءِ رفَعَه: "إنما العِلْمُ بالتعلُّم والحِلْمُ بالتَّحَلُّم، ومَنْ يَتَحَرَّ الخَيرَ يُعطَه، ومَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوْقَه، لمِ يَسكُن الدَّرجاتِ العُلَى -ولا أقول لكم مِن الجنة- مَن اسْتَقْسَمَ أو تَطَيَّرَ طَيرًا يَرُدُّه مِن السَّفَرِ".

وابنُ الحَسَنِ كَذَّابٌ (١).

ولكنْ قد رواه البيهقيُّ في "المَدخل" (٢) مِنْ جِهَةِ هلالِ بن العلاءِ (٣)، عن أبيه، عن عُبَيدِ الله بن عَمرٍو، عن عبدِ الملك بن عُمَير) (٤) به موقوفًا على أبي الدَّرْداءِ.

وفي البابِ عن أنسٍ رفعه مثله؛ أخرجه العسكريُّ مِنْ حديثِ محمدِ ابن الصَّلْتِ (٥)، حدثنا عثمانُ البُرِّيُّ (٦)، عن قتادةَ عنه مرفوعًا به.

(١) محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني؛ قال يحيى بن معين: ليس بثقة كان يكذب، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. "الجرح والتعديل" (٧/ ٢٢٥ رقم ١٢٤٨)، وقال أبو داود: يكذب. "تهذيب التهذيب" (٩/ ١٠٦). فالإسناد موضوعٌ بسببه.
(٢) "المدخل" (١/ ٣٤٧ رقم ٣٨٥) من طريق أبي الفضل العباس بن محمد بن نصر الرافقي إملاء، حدثنا هلال بن العلاء بن هلال، حدثنا أبي، حدثنا عبيد الله ابن عمرو، عن عبد الملك بن عمير به.
والعباس بن محمد بن نصر الرافقي، قال يحيى الطحان: تكلموا فيه. "لسان الميزان" (٤/ ٤١٤).
(٣) هلال بن العلاء الرقي؛ صدوق، وأبوه منكر الحديث، وقد سبقت ترجمتهما في الحديث (٢٣)، وسبق أنَّ النسائي قال عن الأب: يروي عنه ابنه هلال بن العلاء غَيرَ حديثٍ مُنكَرٍ، فلا أدري منه أتي أو من أبيه. "الكامل" (٥/ ٢٢٣).
فالإسناد ضعيف جدًّا، والله أعلم.
(٤) ما بين قوسين سقط من الأصل و"ز"، والاستدراك من "م" و "د".
(٥) في "ز": (الصامت). والصواب ما هو مثبت.
(٦) عثمان بن مقسم أبو سلمة البري؛ قال عبد الرحمن بن مهدي: ثقة ثقة، وقال أحمد: حديثه منكر وكان رأيه رأي سوء. وقال أبو حاتم: متروك، وأومأ أبو زرعة إلى أنه يكذب. "الجرح والتعديل" (٦/ ١٦٨)، وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابع عليه إسنادًا أو متنًا وهو ممن يغلط الكثير، ونسبه قوم إلى الصدق وضعفوه للغلط الكثير =