للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: "أنه بُعِثَ النبي وعنده أربعون ألفًا، فكان يُعْتِقُ منها، ويَعُونُ (١) المسلمين، حتَّى قَدِمَ المدينةَ بخمسة آلافٍ، وكان يَفْعَلُ فيها كذلك" (٢).

وقالت ابنَتُهُ أمُّ المؤمنين عائشةُ : "إنه ما تَرَكَ دينارًا ولا دِرهمًا" (٣).

وأما تخَلُّله بالعباءَةِ؛ فهو عند الطبرانيِّ (٤)، وغيرِه (٥)، مِنْ حديثِ رافعِ ابن أبي رافعٍ الطائيِّ الصحابيِّ: "أنه لمَّا استَعْمَلَ النبيُّ عَمرَو بنَ العاصِ في غَزْوَةِ ذاتِ السَّلاسِلَ، وفي الجيشِ أبو بكر، فقال رافعٌ: لأخْتَارَنَّ لنفسي رفيقًا صالحًا، فوُفِّقَ لي أبو بكر، فكان يُنِيبُني على فراشِهِ ويُلبسني كساءً له مِنْ أكْسِيَةِ فَدَك (٦)، وكانت عليه هو عباءَةٌ له فَدَكيَّةٌ، فكان إذا نَزَلَ بَسَطَهَا، وإذا


(١) في "ز": (يعين).
(٢) لم أقف عليه بهذا اللفظ.
(٣) رواه هناد في "الزهد" (٢/ ٣٧٩ رقم ٧٣٧)، وأبو داود في "الزهد" (ص ٥٨ رقم ٣٥)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص ١٠٩ رقم ٥٦١)، ومن طريقه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (ص ١٥٩ رقم ٢٠٠) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
وإسناده صحيح.
(٤) "المعجم الكبير" (٥/ ٢١ - ٢٢ رقم ٤٤٦٧) من طريق إبراهيم بن المهاجر عن طارق بن شهاب عن رافعِ بن عمرو الطائي به.
وإبراهيم بن المُهاجر البَجَلي أبو إسحاق الكوفي؛ أكثر الأئمة على تضعيفه كما في "تهذيب التهذيب" (١/ ١٤٦ رقم ٣٠١)، وقال ابن حجر: صدوق لين الحفظ. "التقريب" (٢٥٤).
(٥) كإسحاق بن راهويه -كما في "المطالب العالية" (٩/ ٥٨٠ - ٥٨٢ رقم ٢٠٩٥) - من طريق الأعمش عن سليمان بن ميسرة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٤/ ٤٤٢ رقم ٢٤٩٦) حدثنا إبراهيم بن حجاج السامي، حدثنا عبد الوارث ابن سعيد، حدثنا محمد بن جحادة، عن طلحة بن مصرف، عن سليمان الأحول؛ كلاهما عن طارق بن شهاب، عن رافع الطائي به.
والأعمش مدلس وقد عنعن.
وإبراهيم بن حجاج السامي؛ لم أعرفه، وباقي رجال الإسناد الثاني ثقات.
وهذه الطرق الثلاثة تتقوى ببعضها، ويصبح الحديثُ حسنًا لغيره، والله أعلم.
(٦) فَدَك: قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة. "معجم البلدان" (٤/ ٢٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>