كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

يُقْذَفَ به في نارِ جَهَنَّمَ، أنفِقْ بلال، ولا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إقلالًا".

وقيل: عن مسروق عن بلال؛ أخرجه البزار (١) مِنْ طريقِ محمدِ بن الحسنِ الأسدي (٢)، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسروق، ولفظه: دَخَلَ النبي ﷺ وعنده صُبَرٌ مِن المالِ، فقال: "أنْفِقْ بلال، ولا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إقلالًا".

ومِنْ هذا الوجه أخرجه الطبرانيُّ (٣) بلفظ: "أنْفِقْ يا بلال".

وقال البزار: لم يَقْلْ عن بلالٍ، إلا محمد بن الحسن، وقيلَ: عن مسروقٍ مرسلًا بدون صحابيٍّ.

وفي الباب عن أبي هريرة؛ أخرجه البزار (٤) مِنْ حديثِ موسى بن داودَ، عن مباركِ بن فَضَالَةَ (٥)، عن يونسَ بن عُبَيدٍ، عن محمدِ بن سيرين، عن أبي هريرةَ: "أنَّ رسولَ الله ﷺ دَخَلَ على بلال وعنده صُبَرٌ مِنْ تَمرٍ، فقال: ما هذا؟ قال: أدَّخِرُهُ. فقال: أما تَخْشَى أنْ تَرَى له بُخَارًا في نار جَهَنَّمَ، أنْفِقْ بلال، ولا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إقلالًا". وقال: تفرَّدَ به مباركٌ.

وكذا أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" (٦) مِنْ حديثِ موسى بن داودَ.

وإسنادُهُ حَسَنٌ، لكنْ خُوْلِفَ مُبارَكُ؛ فرواه بِشْرُ بن المُفَضَّلِ ويزيدُ ابن زُرَيعٍ؛ كلاهما عن يونسَ مُرسلًا بدون أبي هريرةَ (٧).

(١) كما في "كشف الأستار" (٤/ ٢٥١ رقم ٣٦٥٦) من طريق محمد بن الحسن الأسدي به.
(٢) محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي المعروف بالتل، قال يحيى بن معين: ليس بشيء. "التاريخ؛ رواية الدوري" (٣/ ٣٤٩ رقم ١٦٨٧)، وقال ابن عدي: له إفرادات وحدث عنه الثقات من الناس ولم أرَ بحديثه بأسًا. "الكامل" (٦/ ١٧٤)، وقال ابن حجر: صدوق فيه لين. "التقريب" (٥٨١٦).
فالإسناد ضعيفٌ بسببه، لكنه يصلح للتقوية، والله أعلم.
(٣) "المعجم الكبير" (١/ ٣٥٩ رقم ١٠٩٨) من طريق محمد بن الحسن الأسدي به.
(٤) "مسند البزار" (١٧/ ٢٢٧ رقم ٩٨٩٣) من طريق موسى بن داود به.
(٥) مبارك بن فَضَالة؛ صدوق يُدلِّس ويُسوِّي، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (٤١).
(٦) "المعجم الكبير" (١/ ٣٤٢ رقم ١٠٢٦) من طريق موسى بن داود به.
(٧) ذكره البيهقي في "شعب الإيمان" (٢/ ٤٨٣)، و (٥/ ٤٢).
وهذه الراوية أرجح وأقوى، والله أعلم.