للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أبي موسى، عن أبيه قال: "خَرَجَ أبو طالب إلى الشام ومعه النبي في أشْياخٍ من قريش، فلما أشْرَفوا على الراهبِ -يعني بَحِيرَا- هَبَطوا فحَلُّوا رِحالَهم فخَرَجَ إليهم الراهبُ، وكان قبل ذلك يمرُّونَ به فلا يَخرُج إليهم ولا يَلْتَفِتُ، قال: فَنَزَلَ وهم يَحلُّون رِحالَهم فجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُم، حتَّى جاءَ فأخَذَ بيدِ رسولِ الله فقال: هذا سيدُ العالمين -زادَ البيهقيُّ: ورسولُ ربِّ العالمين، هذا ابْتَعَثَه اللَّه رحمةً للعالمين- فقال له أشياخٌ من قريش: وما عِلمُك؟! فقال: إنكم حينَ أشرَفْتُم من البُقعةِ لم تَبْقَ شجرةٌ ولا حَجَرٌ إلا خَرَّ ساجدًّا، ولا يَسْجُدُون إلا لنبيٍّ، وإني أعْرِفُه بخَاتَم النبوةِ أسفلَ من غُضْروفِ كَتِفِه (١)، ثم رَجَعَ فَصنَعَ لهم طعامًا، فلما أتاهم به، وكان هو في رعْيَةِ الإبل، فقال: أرسِلُوا إليه، فأقْبَلَ وغَمَامَةٌ تُظِلُّه، فلما دَنَا من القوم وَجَدَهُم قد سَبَقُوه إلى الشجرةِ، فلمَّا جَلَسَ مالَ فَيءُ الشجرةِ عليه، فقال: انظروا إلى فَيءِ الشجرةِ مالَ عليه". الحديث.

وهكذا رواه الترمذي (٢) عن أبي العباس الفضل بن سَهْل الأعرج (٣)، عن قُرادٍ أبي نوح به.

والحاكم (٤)، والبيهقي (٥)، وابن عساكر (٦) من طريق محمد بن يعقوب


= ويونس؛ قال فيه ابن مهدي: لم يكن به بأس، وقال يحيى القطان: كانت فيه غفلة، وقد روى عنه ابن مهدي ويحيى القطان، وقال أحمد: حديثه مضطرب، وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: كان صدوقًا إلا أنه لا يحتج بحديثه. "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٤٣ رقم ١٠٢٤).
وإن كانت الرواية من طريق أبي إسحاق فيكون هناك احتمال التدليس.
(١) الغُضْرُوف؛ كلُّ عَظمٍ رَخْصٍ ليّنٍ في أيّ موضعٍ كان .. غُضْروفُ الكتِف: رأس لَوْحِه. "لسان العرب" (٩/ ٢٦٩).
(٢) "جامع الترمذي" (المناقب - باب ما جاء في بدء نبوة النبي رقم ٣٦٢٠).
(٣) الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج أبو العباس البغدادي، قال أبو حاتم. صدوق. "الجرح والتعديل" (٧/ ٦٣ رقم ٣٥٩)، وقال ابن حجر: صدوقٌ من الحادية عشرة. "التقريب" (٥٤٠٣).
(٤) "المستدرك" (٢/ ٦١٥ - ٦١٦)، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب به فذكره وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقَّبه الذهبي بقوله: أظنه موضوعًا، فبعضه باطل.
(٥) "دلائل النبوة" (٢/ ٢٤ - ٢٥) من طريق محمد بن يعقوب الأصم به.
(٦) "تاريخ دمشق" (٣/ ٤ - ٥) من طريق محمد بن يعقوب الأصم به.

<<  <  ج: ص:  >  >>