(٢) أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي، الشيرازي، الشافعي، نزيل بغداد، لقبه: جمال الدين. إمام الشافعية في زمانه، ولد سنة (٣٩٣ هـ)، وكان يضرب به المثل بفصاحته وقوة مناظرته. صنف في الأصول والفروع والخلاف والمذهب، مع الزهد والورع والجود. توفي سنة (٤٧٦ هـ). انظر: "السير" (١٨/ ٤٥٢ - ٤٦٤). (٣) الخبر ذكره ابن الجوزي في المنتظم (١٦/ ٢٣٠) وصفة الصفوة (٤/ ٦٦) عن أبي إسحاق الشيرازي أنه رأى رسول الله ﷺ في المنام فقال: "يا شيخ"، فكان يفتخر بهذا ويقول: "سماني رسول الله ﷺ شيخًا". اهـ. وذكر مثله النووي في "تهذيب الأسماء" (٢/ ١٧٣). وقال الصفدي في وفياته (٦/ ٤٢): "حُكي عنه أنه قال: كنت نائمًا ببغداد، فرأيت النبي ﷺ ومعه أبو بكر وعمر فقلت: يا رسول الله، بلغني عنك أحاديث كثيرة عن ناقلي الأخبار، فأريد أن أسمع منك خبرًا أتشرف به في الدنيا وأجعله ذخيرة للآخرة، فقال: "يا شيخ" -وسماني يا شيخ وخاطبني به-، وكان يفرح بهذا ثم قال: "قل عني: من أراد السلامة فليطلبها في سلامة غيره"". وقال: "رواها السمعاني عن أبي القاسم حيدر بن محمود الشيرازي بمرو، وأنه سمع ذلك من أبي إسحاق". اهـ. وذكر مثله الذهبي في "السير" (١٨/ ٤٥٤) السبكي في طبقاته (٤/ ٢٢٥ - ٢٢٦). قال النووي في مقدمة شرح مسلم (١/ ٧٥): "لا يجوز إثبات حكم شرعي بالمنام؛ لأن حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائي … وهذا كله في منام يتعلق بإثبات حكم على خلاف ما يحكم به الولاة، أما إذا رأى النبي ﷺ يأمره بفعل ما هو مندوب إليه، أو ينهاه عن منهي عنه، أو يرشده إلى فعل مصلحة، فلا خلاف في استحباب العمل على وفقه؛ لأن ذلك ليس حكمًا بمجرد المنام، بل بما تقرر من أصل ذلك الشيء". اهـ. والأصل فيه ما رواه مسلم في "صحيحه" رقم (١٨٤٤) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا في الفتن في آخر الزمان، وفيه قوله ﷺ: "فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه … " الحديث.