وقال الحافظ: "وله طريق أخرى عن أنس عند ابن مردويه في تفسير سورة مريم، وساقه أخصر من هذا، وفي إسناده زياد النميري وهو ضعيف أيضًا" "الموافقة" (١/ ١٠). وحديث جبير بن مطعم أخرجه أحمد رقم (١٦٧٤٤)، والبزار رقم (٣٤٣٠)، وأبو يعلى رقم (٧٤٠٣) في مسانديهم، والطبراني في "الكبير" (٢/ ١٢٨)، رقم (١٥٤٥ - ١٥٤٦)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٨٩ - ٩٠)، والحافظ في "الموافقة" (١/ ١٠)؛ من طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعًا نحوه. قال البزار: "لا نعلمه يروى عن جبير بن مطعم إلا بهذا الإسناد وعبد الله بن محمد بن عقيل قد احتمل الناس حديثه". وبه أعله الهيثمي بقوله: "مختلف في الاحتجاج به"، وقال مرة: "حسن الحديث وفيه كلام" "المجمع" (٢/ ١٠٩ و ٤/ ١٣٥). وقال الحاكم: "قد احتجا جميعًا برواة هذا الحديث إلا عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد تفرد البخاري بالاحتجاج بأبي حذيفة، وهذا الحديث أصل في قول العالم لا أدري". وحسنه الحافظ في "الموافقة" (١/ ١١) ونقل كلام الحاكم وأقره. والحديث مداره على ابن عقيل، وقد ضعفه أحمد، وابن معين، وابن عيينة، وابن سعد، ومالك، ويعقوب بن شيبة، وابن المديني، والجوزجاني، وأبو حاتم، والنسائي، وابن خزيمة، وابن خراش، وابن حبان، والخطيب؛ ووصفه ابن عيينة والحاكم بالتغير في آخره. وقال العجلي: "جائز الحديث"، وقال الترمذي: "صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد وإسحاق الحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل، وهو مقارب الحديث". وروى حنبل عن أحمد أنه قال فيه: "منكر الحديث". وقال ابن عدي: "روى عنه جماعة من المعروفين الثقات، وهو خير من ابن سمعان ويكتب حديثه". وقال ابن عبد البر: "هو أوثق من كل من تكلم فيه، فتعقبه الحافظ بقوله: وهذا إفراط! ". انظر: "التهذيب" (٢/ ٤٢٤ - ٤٢٦) وقال في "التقريب": "صدوق في حديثه لين، ويقال: تغير بأخرة" (ص ٢٦٤). وقال الذهبي في "السير" (٦/ ٢٠٥): "لا يرتقي خبره إلى درجة الصحة والاحتجاج". وهذا شأن الضعفاء، فالحديث إسناده ضعيف، لكنه يتقوى بشواهده السابقة. (١) أي: "أحب البقاع إلى الله مساجدها"، انظر: الحديث رقم (٣٠).