كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وللديلمي عن أبي هريرة بلفظ: "تزوجوا ولا تُطلِّقوا فإن الله لا يحب الذَّوَّاقين و (لا) (١) الذَّوَّاقات" (٢).

= السابقة، وكذا فيما أخرجه قاسمُ بنُ أصبَغَ، كما في "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٥٠٨) من طريق حفصِ بنِ عمرَ البُرجُمي عن عبد الله بنِ عيسى عن عُمارةَ بن راشدٍ عن عبادة بن نُسَيٍّ عن أبي موسى ﵁ به.
وهذا أجودُ أسانيدِ الحديثِ على ضعفٍ يسيرٍ فيه:
حفصُ بنُ عمرَ -ويقال: ابن عمران- الأزرقُ البُرجُمي: قال الدارقطنيُّ: "لا بأس به" "العلل" (١٠/ ١٠٤).
وأخرجه البزار في "مسنده" (٨/ ٧٠)، رقم (٣٠٦٤) من طريق شعيب بنِ بيانَ عن الضحاكِ بن يسارٍ عن أبي تَميمةَ طريفِ بن مجالدٍ الهجَيميِّ عَن أبي موسى الأشعري ﵁ مرفوعًا: "إنَّ الله لا يُحبُّ الذَّوَّاقينَ ولا الذَّوَّاقاتِ".
وإسنادُه ضعيفٌ:
الضحاك بن يسار ضعيف؛ ضعفه ابن معينٍ "ضعفاء العقيلي" (٢/ ٢١٩)، وأبو داود "اللسان" (٤/ ٣٣٩)، والنسائيُّ "الضعفاء" (١٩٧)، وذكره العقيليُّ فى "الضعفاء" (٢/ ٢١٨)، وكذا ابنُ الجارودِ والساجيُّ "اللسان" (٤/ ٣٣٩).
وشعيبُ بنُ بيانَ فيه كلامٌ أيضًا؛ فهو وإن قال فيه الذهبي: "صدوق" "الكاشف" (١/ ٤٨٦)، إلَّا أنَّ الجوزجانيَّ قال: "له مناكير" "الميزان" (٢/ ٢٧٥)، وقال العقيليُّ: "يحدثُ عن الثقاتِ بالمناكيرِ، وكاد أن يغلبَ على حديثِه الوهمُ" "الضعفاء الكبير" (٢/ ١٨٣).
وقد تابعَ أبا تميمةَ على روايتِه عن أبي موسى قتادةُ:
أخرج حديثَه البزارُ أيضًا (٨/ ٧٠)، رقم (٣٠٦٥) من طريق شعيبِ بن بيانَ عن عمرانَ القطان عن قتادةَ به.
وإسنادُه ضعيفٌ أيضًا:
شعيبُ بنُ بيانَ تقدم الكلامُ فيه.
وعمرانُ القطانُ فيه كلامٌ أيضًا، إلا روايته هنا عن قتادةَ، وقد قال ابنُ شاهينُ: "كان من أخصِّ الناسِ بقتادةَ". "الثقات" (١٨٢). وانظر "تهذيب التهذيب" (٨/ ١١٥).
وفيه انقطاعٌ أيضًا؛ قتادةُ لم يسمع من أبي موسى كما قال أبو حاتمٍ. "المراسيل" (١٧٤).
(١) حرف (لا) ساقط من الأصل، وأثبته من (ز) و (م).
(٢) لم أجده في "الغرائب الملتقطة". وذكره الديلمي الأب في الفردوس رقم (٢٢٩٤).
وأخرجه ابن وهب في "جامعه" رقم (٤٣٥) قال: أخبرنا يزيد بن عياض عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه، وفيه: "ولا أحب الذواق من الرجال ولا الذواقة من النساء". =