للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فقلت له يا رسول الله، بلغني أنك ولدتَ في زمن الملِك العادل، وإني سألت الحاكم أبا عبد الله الحافظ عن هذا، فقال: هذا كذب ولم يقله رسول الله ، فقال النبي : صدق أبو عبد الله" انتهى (١).

وقال الحليمي في الشعب: "إنه لا يصح. وإن صح، فإطلاق العادل عليه لتعريفه بالاسم الذي كان يُدعى به، لا لوصفه بالعدل والشهادة له بذلك. أو وَصَفَه بذلك بناءً على اعتقاد المعتقِدِين فيه أنه كان عدلًا (٢)، كما قال تعالى: ﴿فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ﴾ [هود: ١٠١]؛ أي: ما كان عندهم آلهة. ولا يجوز أن يُسمِّي رسولُ الله من يحكم بغير حكم الله عادلًا" (٣) انتهى. وما يحكى عن الشيخ أبي عُمر ابن قدامة الحنبلي (٤) مما أورده الحافظ الزين ابن رجب في ترجمته من طبقات الحنابلة أنه قال: "قد جاء في الحديث أن النبي قال: "وُلدت في زمن الملك العادل كسرى" (٥)، لا يصح لانقطاع سنده، وإن صح، فلعل الناقل للحكاية لم يضبط لفظ الشيخ وإن ضبط الحكاية" (٦) انتهى.


(١) نقله المؤلف عن الزركشي في "التذكرة" (ص ١٣٠). ولا تثبت صحةُ حديث ولا ضعفه بالمنام.
(٢) في (ز): "عادلًا".
(٣) انظر: المنهاج في "شعب الإيمان" للحليمي (٣/ ١٥)، و"التذكرة" للزركشي (ص ١٣٠
- ١٣١).
(٤) محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة، أبو عمر الجَمَّاعِيلي المقدسي ثم الدمشقي، أخو الموفَّق. مولده سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. له معرفة فى الفقه والفرائض والنحو مع الزهد والعبادة، وكان يحضر الغزوات مع صلاح الدين. توفي سنة سبع وستمائة. انظر: "ذيل الطبقات" (٣/ ١٠٨ - ١٢٤).
(٥) انظر: "ذيل الطبقات" (٣/ ١١٩). وقوله: "لا يصح … إلخ"، ليس في "ذيل الطبقات".
(٦) لم أجد هذا الكلام عند غير المؤلف، وانظر: "تذكرة الموضوعات" (ص ٨٨).
ونقل ابن كثير في "البداية" (١٧/ ٢٢ - ٢٣) حكاية أبي المظفر لكلام أبي عمر ابن قدامة واعتذار أبي شامة له بقوله: "وعُذر الشيخ أبي عمر أن هذا قد جرى مجرى الأعلام: العادل، الكامل، الأشرف، ونحوه؛ كما يقال: سالم، وغانم، ومسعود، ومحمود. وقد يكون المسمى بذلك على الضد من هذه الأسماء، وكذلك إطلاق العادل ونحوه، قد دخل إطلاقه على المشرك، فهذا أولى". =

<<  <  ج: ص:  >  >>