لكن ياسين لم يتفرد به، قال أبو نعيم بعد إيراده في "الحلية" (٣/ ١٧٧): "غريب من حديث محمد، رواه وكيع وابن نمير وأبو داود الحَفْري عن ياسين، ورواه محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن إبراهيم". اهـ. وهذه الطريق أخرجها في "أخبار أصبهان" (١/ ١٧٠) قال: ثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن علي العلوي ثنا محمد بن علي بن خلف ثنا حسن بن صالح بن أبي الأسود عن محمد بن فضيل … " فذكر سنده ومتنه مثله. وشيخ المؤلف اسمه عبد الله بن يحيى الطلحي، قال ابن القطان: "لا أعرف حاله" "ذيل ميزان الاعتدال" رقم (٥٠٩) وقد أكثر عنه أبو نعيم. وشيخُ شيخِه لم أعرفه. وأما محمد بن علي بن خلف، فإن كان العطار فقد قال ابن عدي: "عنده عجائب" كما في "اللسان" (٧/ ٣٥٦)، وإن كان الصرار الأطروش فلم أجد له جرحًا ولا تعديلًا، وإن كان أخا داود بن علي الظاهري، فهو كسابقه. وحسن بن صالح بن أبي الأسود لم أجد له ترجمة. وعلى هذا فإسناده مُظلِم مسلسل بالمجاهيل. ومع هذا فقد اعتبره الشيخ الألباني وقال بعد تحسينه لحديث العجلي: "لكن متابعة سالم بن أبي حفصة المتقدمة -وهو صدوق في الحديث- ترفع الحديث إلى مرتبة الصحيح" "الصحيحة" (٥/ ٤٨٦). وهذا غريب من الشيخ ﵀ إذ سكت عن إسناده والحالة هذه، وسالم بن أبي حفصة قد اتفق الحفاظ على غُلُوِّه في التشيع. قال الحافظ: "صدوق في الحديث، إلا أنه شيعي غالي" "التقريب" (ص ١٦٦)، وقال الذهبي: "شيعي، لا يحتج بحديثه" "الكاشف" (١/ ٤٢٢)، فينبغي عدم التساهل في قبول روايته في هذا الباب. والراجح أن الحديث ضعيف لتفرد ياسين العجلي مع ضعفه دون متابعة معتبرة، والله أعلم. (١) "المعجم الأوسط" (١/ ٥٦ - ٥٧)، رقم (١٥٧) من طريق ابن لهيعة عن أبي زرعة عمرو بن جابر عن عُمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه مرفوعًا نحوه. إسناده واهٍ بمرة، قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٦١٦): "فيه عمرو بن جابر الحضرمي وهو كذاب! ". قلت: كذبه أحمد والأزدي، وقال ابن لهيعة: "شيخ أحمق، كان يقول إن عليًّا في السحاب! "، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وقال الجوزجاني: "غير ثقة على جهل وحمق"، وقال النسائي: "ليس بثقة"، ووثقه البرقي والفسوي؛ وقال الذهبي: "هالك"، وقال الحافظ: "ضعيف شيعي". انظر: "تهذيب المزي" (٢١/ ٥٦٠)، "الميزان" (٣/ ٢٥٠)، "التقريب" (ص ٣٥٦). =