فعلة هذا الحديث هو ياسين العجلي، وقد اختلف أقوال الأئمة فيه، قال أبو زرعة وابن معين: "لا بأس به"، وقال ابن معين أيضًا: "صالح" (كما في "التهذيب" للمزي). وأما البخاري فقد وردت عنه عبارات آتية: ١ - قال في ترجمة إبراهيم بن محمد بن الحنفية: "في إسناده نظر"، ولم يذكره في ترجمة ياسين. ٢ - وذكر العقيلي عن البخاري في ترجمة ياسين في "الضعفاء" (٨/ ٤٦٤): "في حديثه نظر". ٣ - وذكر ابن عدي عن البخاري في ترجمة ياسين في "كامله" (٨/ ٥٣٧): "فيه نظر" وزاد المزي في "التهذيب": "ولا أعلم له حديثًا غير هذا". وقال الذهبي في "الكاشف" (٢/ ٣٦٠): "ضُعِّف"، وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (١٩/ ٥٦): "ليس هذا ياسين بن معاذ الزيات، الزيات ضعيف، والعجلي أوثق منه". وقال الحافظ في "التقريب" (ص ٥١٧): "لا بأس به"، وقال في ترجمته من "التهذيب" (٤/ ٣٣٦): "وقع في "سنن ابن ماجه" عن ياسين غير منسوب، فظنه بعض الحفاظ المتأخرين: ياسين بن معاذ الزيات، فضعَّف الحديث به فلم يصنع شيئًا". اهـ. وهذا يدل على أن الحافظ لا يضعِّف هذا الحديث، وقد اعتمد الشيخ الألباني في "الصحيحة" (٥/ ٤٨٦) على قول الحافظ، وكذا الدكتور عبد العليم في كتابه (ص ١٢٠)، فحسَّنا إسناد الحديث بذلك. والغريب أن ابن حجر والذهبي لم يذكرا قول ابن حبان في ترجمة ياسين، مع أنه قال في ترجمته في "المجروحين" (٢/ ٤٩٧): "شيخ من أهل الكوفة يروي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية، روى عنه أهل الكوفة، منكر الحديث على قلة روايته، يجب التنكُّب عما انفرد من الروايات، وإن اعتبر معتبِرٌ بما وافق الثقات من غير أن يحتج به لم أر بذلك بأسا". اهـ. وقد فاتهما أيضًا قول البزار السابق وقولُ يعقوب بن سفيان الفسوي: "لا بأس به" كما في "المعرفة والتاريخ" (٣/ ٥٤)، وانظر: "التذييل على كتاب" "تهذيب التهذيب" (ص ٤٥٧) للدكتور محمد طلعت. =