فرواه الأئمة كما سبق في مطلع التخريج وغيرهم كلهم من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله ﵁ مرفوعًا. وخالف أبا عقيل مروان بن معاوية الفزاري فرواه عن محمد بن سوقة قال: أخبرني محمد بن المنكدر قال: قال رسول الله ﷺ … فذكره … هكذا مرسلًا. أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (ص ٤١٥)، (ح ١١٧٨). وتابع مروان على إرساله محمد بن خازم أبو معاوية الضرير عند القاسم بن سلام في "غريبه" (١/ ٢٢٤). وعيسى بن يونس عند البخاري في "تاريخه الكبير" (١/ ١٠٢). قال البخاري بعد إيراده الاختلاف: والمرسل أصح. وكذا قال البيهقي بعد إيراده الاختلاف على ابن سوقة: الصحيح مرسلًا. "شعب الإيمان" (٥/ ٣٩٤). قلت: وذلك بالنظر في درجات الرواة عن ابن سوقة -وهو ثقة- فإن أبا عقيل هذا متفق على ضعفه كما قال ابن عبد البر وقد سبق الكلام عليه فانظره تحت حديث رقم (٨٩٣). وأما أبو معاوية مروان بن معاوية ومحمد بن خازم وعيسى بن يونس فكلهم ثقات حفاظ. وعليه فالرواية المرسلة هي المحفوظة وأما رواية أبي عقيل فهي منكرة جدًّا. (٢) وأما الاختلاف من حيث الوقف والرفع فهو من حديث عبد الله بن عمرو: رواه البيهقي في "سننه الكبرى" (٣/ ١٩) من طريق أبي صالح: حدثنا الليث عن ابن عجلان عن مولى لعمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله ﷺ، قال: "إن هذا الدين متين … " الحديث. وخالف ابن المبارك فقال: أخبرنا محمد بن عجلان أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن هذا الدين متين. وروايته في كتابه "الزهد" (ص ٤٦٩)، (ح ١٣٣٤) من طريق الحسين السلمي صاحب ابن المبارك وهو ثقة. فخالف ابن المبارك حيث جعله موقوفًا، ولم يذكر واسطة بين ابن عجلان وعبد الله بن عمرو ﵁. وطريق ابن المبارك أرجح والآفة في وصله ليست من الليث وهو ابن سعد لكن =