كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

عينيه، فبكى" (١).

ولابن المبارك في الجزء الأول من "الزهد" عن زَمْعة بن صالح (٢) عن سلمة بن وهرام (٣) عن شعيب الجبائي (٤) قال: إذا كمل فجور الإنسان ملك عينيه، فمتى شاء أن يبكي بكى (٥). انتهى.

ومن ثم قيل: "دمع الفاجر حاضر".

قال الصلاح الصفدي: رأيت من يبكي بإحدى عينيه ثم يقول لها قفي فيقف دمعها، ويقول للأخرى: ابك أنتِ، فيجري دمعها، ورأيت آخر له

(١) (٢/ ٢٩٧)، برقم (٩٢٤) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي: حدثنا عبد الله بن سلمة المؤدب: حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: سمعت علي بن عثام يقول: بكى سفيان يومًا ثم فذكره …
ورجال الإسناد موثقون إلا عبد الله بن سلمة فلم أعرفه.
لكن له طريق آخر عن سفيان أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٧٢): حدثنا أبو أحمد: ثنا عبد الرحمن بن أبي قرصافة العسقلاني: ثنا أبو عمير عيسى بن محمد: ثنا ضمرة بن ربيعة عن سفيان قال: إذا استكمل العبد الفجور ملك عينيه يبكي بهما متى شاء.
أبو أحمد هو ابن عدي الحافظ وأما شيخه فلم أقف على حاله وبقيتهم ثقات.
(٢) تقدم التعريف به عند حديث رقم (١٠٣).
(٣) وقع في الأصل و (ز)، "دهرام" وفي (م): "مهرام" وكلها خطأ، والصواب: "وهرام" كما في نسخة (د) وفي ترجمته. وهو: سلمة بن وهرام، بالراء، اليماني، صدوق، من السادسة، ت ق. "التقريب" (ص ٤٠٢).
(٤) شعيب بن الأسود الجبائي، قال عنه الأزدي: أخباري متروك.
انظر: "الميزان" (٢/ ٢٧٨).
(٥) الزهد لابن المبارك (ص ٤٢)، برقم (١٢٩).
وفي سنده زمعة بن صالح شيخ ابن المبارك ضعيف كما سبق عند حديث: "ليس لعرق … " برقم (٩٢٩).
وتابع ابنَ المبارك وكيعٌ في "الزهد" (١/ ٧٨٨)، برقم (٤٧٤) متابعة تامة، وفيه: عن شعيب الجبائي -وكان يقرأ الكتب- قال: في بعض الكتب: إذا كمل …
فظهر بهذا السياق عند وكيع أنه ليس من قوله بل هو من بعض الإسرائيليات والله أعلم.
وشعيب الجبائي قال عنه الأزدي: أخباري متروك.
انظر: "الميزان" (٢/ ٢٧٨).