قال الطبراني في الصغير: لم يروه عن عاصم إلا الهيثم بن الجهم، ولا عنه إلا ابنه عثمان. قلت: وعثمان بن الهيثم ثقة لكنه تغير في آخره وكان يتلقن؛ قال عنه أبو حاتم: كان صدوقًا غير أنه بأخرة كان يتلقن ما يلقن. وقال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ. وقال الحافظ في التقريب:: ثقة تغير فصار يتلقن. انظر: "الجرح والتعديل" (٦/ ١٧٢)، "تهذيب التهذيب" (٣/ ٨١)، "التقريب" (ص ٦٧٠). ولم أر في ترجمته ما يفيد تمييز الرواة الآخذين عنه قبل أو بعد التغير. وعلى كل فحديثه هذا -المكر والخديعة في النار- يتقوى بشاهده السابق فهو به حسن لغيره. وأما الزيادة: "من غشنا فليس منا" فهي عند مسلم في "صحيحه"، وقد أورده المؤلف في حرف الميم. (١) نعم فإنه يروى أيضًا من حديث قيس بن سعد وأنس بن مالك والحسن مرسلًا: فأما حديث قيس بن سعد فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ١٦١)، والبيهقي في "الشعب" (٧/ ٢٠٨)، (ح ٤٨٨٧)، وابن عساكر في "تاريخه" (٤٩/ ٤٢٣) من طريقين عن الجراح بن مليح البهراني: ثنا أبو رافع نفيع بن رافع عن قيس بن سعد قال: لولا أني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "المكر والخديعة في النار" لكنت أمكر هذه الأمة. وهذا الحديث حسن بهذا الإسناد فالجراح صدوق وشيخه ثقة ثبت؛ قال ابن معين والنسائي في الجراح بن مليح البهراني: ليس به بأس. وقال ابن عدي في ترجمته وقد أورد له أحاديث منها هذا: هو مشهور في أهل الشام وهو لا بأس به وبرواياته وله أحاديث صالحة جياد. وقال ابن حجر: صدوق. "الكامل" (٢/ ١٦١)، "تهذيب الكمال" (٤/ ٥١٧)، "التقريب" (ص ١٩٦). وأورده ابن حجر في "الفتح" (٤/ ٣٥٦) بعد أن عزاه لابن عدي وقال: إسناده لا بأس به. وأما حديث أنس بن مالك فأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٦٠٧): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب: ثنا بحر بن نصر الخولاني: ثنا عبد الله بن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك ﵁ عن النبي ﷺ قال: "المكر والخديعة والخيانة في النار". بزيادة: "الخيانة". =