كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا" (١).

ثم قال حرملة (٢) راويه: يعني بـ: "القيراط"، أن قبط مصر يسمون أعيادهم وكل مجمع لهم (٣) القيراط، يقولون: "نشهد القيراط" (٤).

وفي الطبراني (٥)، و"تاريخ مصر" لابن يونس واللفظ له، من حديث كعب بن مالك مرفوعًا: "إذا دخلتم مصر فاستوصوا بالأقباط (٦) خيرًا؛ فإن لهم ذمة ورحمًا".

ولابن يونس فقط من طريق بحير بن ذاخر المعافري (٧) عن عمرو بن

(١) "صحيح مسلم"، كتاب فضائل الصحابة، باب وصية النبي ﷺ بأهل مصر (٤/ ١٩٧٠)، (ح ٢٥٤٣).
(٢) حرملة بن عمران بن قراد التجيبي بضم المثناة وكسر الجيم بعدها ياء ساكنة ثم موحدة، أبو حفص المصري، يعرف بـ "الحاجب" ثقة، من السابعة، هو جد الذي بعده، مات سنة ستين وله ثمانون سنة. بخ م د س ق. "التقريب" (ص ٢٢٩).
تنبيه: قول حرملة هذا وتفسيره للقيراط، ليس في "صحيح مسلم" كما يفهم من سياق المؤلف؛ إنما هو في "صحيح ابن حبان" (١٥/ ٦٧)، (ح ٦٦٧٦).
(٣) سقطت من (ز).
(٤) وفيه معنى آخر؛ قال ابن الأثير: القيراط: جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" (٤/ ٤٢)، والنووي في "شرحه على مسلم" (١٦/ ٩٧).
(٥) في "المعجم الكبير" (١٩/ ٦١)، (ح ١١٢) من طريق مالك بن أنس عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن كعب مرفوعًا به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٦/ ٥٨)، (ح ٩٩٩٦، ٩٩٩٧، ٩٩٩٨) عن معمر وابن عيينة وإسماعيل بن أمية، كلهم عن الزهري به.
ومن طريق معمر أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٥٥٣).
والحديث سنده صحيح، ويشهد له أيضًا ما في "صحيح مسلم" كما سبق.
ولذا قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" وصححه. (١٠/ ٤٨).
وصححه الألباني في "الصحيحة" برقم (١٣٧٤).
(٦) القبط بالكسر هم أهل مصر، ويقصد بهم اليوم المسيحيون من المصريين. انظر: "تاج العروس" (٢٠/ ٥)، و"المعجم الوسيط" (٢/ ٧١١).
(٧) بحير بن ذاخر بن عامر المعافري ثم الناشري، حدث عن عمرو بن العاص وابنه =