للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصلاة، وبذلك يجمع بينه وبين قوله: "لا أعلم ما وراء جداري". انتهى.

وهذا مشعر بوروده على أنه على تقدير وروده لا تنافي بينهما لعدم تواردهما على محل واحد، إذ الظاهر من (١) الثاني أن معناه: نفي علم المغيبات مما لم يُعلم به، فإنه قد أخبر بمغيبات كثيرة كانت وتكون وحينئذ فهو نظير: "لا أعلم إلا ما علمني الله ﷿" (٢) ولكن قد مشى


= والحديث عند مالك في "الموطأ" (١/ ٢١٦)، (ح ٥٥٢) ومن طريقه أحمد في "المسند" (١٤/ ٤٦٣)، (ح ٨٨٧٧).
وله طريق آخر عن أبي هريرة أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (١/ ٢٤١)، (ح ٤٧٤) بلفظ: صلى بنا رسول الله الظهر فلما سلم نادى رجلًا كان في آخر الصفوف فقال: "يا فلان ألا تتقي الله، ألا تنظر كيف تصلي؟ إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه، إنكم ترون أني لا أراكم، إني والله لأرى من خلف ظهري كما أرى من بين يدي".
(١) سقطت من (م).
(٢) ورد هذا اللفظ في قصتين:
الأولى: أوردها الحافظ في "الفتح" (١٣/ ٣٦٤) من طريق ابن إسحاق، وأسندها ابن هشام في "السيرة النبوية" (٢/ ٥٢٣) عنه بسند حسن فقال:
حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رجال من بني عبد الأشهل أن زيد بن اللصيت -وهو من المنافقين- قال: أليس محمد يزعم أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته، فلما سمعه رسول الله قال: "وإني والله ما أعلم إلا ما علمني الله، وقد دلني الله عليها وهي في الوادي في شعب كذا وكذا وقد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها"، فذهبوا فجاءوا بها. . . . باختصار في قصة طويلة.
والثانية: عند أبي الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٤٦٨)، وابن عساكر في "تاريخه" (١٧/ ٣٣٨) في قصة ذي القرنين وهو طويل وفيه: "إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي ﷿".
كلاهما أخرجاه من طريقين عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي عن سعيد بن مسعود عن رجلين، من كندة وتجيب عن عقبة بن عامر مرفوعًا.
وسنده ضعيف جدًّا فيه علل:
فالإفريقي ضعيف عند أهل الحديث كما قال الترمذي. انظر: "تهذيب التهذيب" (٢/ ٥٠٣)، و"التقريب" (ص ٥٧٨).
وفيه جهالة الشيخين. =

<<  <  ج: ص:  >  >>