ولفظ الترجمة يروى أيضًا عن أبي ذر نفسه وأبي هريرة وعلي بن أبي طالب: فأما حديث أبي ذر فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢/ ٢٣١)، (ح ٩٨٦)، والترمذي في "جامعه" (ح ٣٨٠٢)، والبزار في "مسنده" (٩/ ٤٥٨)، (ح ٤٠٧٢)، وابن حبان في "صحيحه" (١٦/ ٧٦)، (ح ٧١٣٢)، والطبراني في "الأوسط" (٥/ ٢٢٣)، (ح ٥١٤٨)، والحاكم في "المستدرك" (٣/ ٣٤٢) كلهم من طريق عكرمة بن عمار: حدثني أبو زميل وهو سماك بن الوليد الحنفي عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر به مرفوعًا وفيه زيادات ألفاظ. قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. لكن الراوي عن أبي ذر وهو مرثد بن عبد الله مقبول كما قال الحافظ، وقد وثقه العجلي وابن حبان وقال العقيلي: ليس بمعروف، لا يتابع على حديثه وقال الذهبي: فيه جهالة. فالذي يظهر أنه ضعيف بهذا السند، وهو حسن بشواهده المتقدمة. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٤/ ٢٢٨)، ابن أبي شيبة في "المصنف" (ح ٣٢٩٣٣) وأحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (١٦/ ٤٩٢) كلهم من طريق أبي أمية بن يعلى الثقفي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا. وسنده واه من أجل أبي أمية إسماعيل بن يعلى؛ قال عنه أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أبو حاتم: أحاديثه منكرة. وقال ابن معين والنسائي والدارقطني: متروك الحديث. انظر: "الجرح والتعديل" (٢/ ٢٠٣)، "ميزان الاعتدال" (١/ ٢٥٤). وأما حديث علي بن أبي طالب فأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" من مسند علي بن أبي طالب (٤/ ١٥٨)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢/ ١٠)، (ح ٥٣٢) كلهم من طريق شريك قال: حدثنا سليمان بن مهران الأعمش قال: سمعت شقيق بن سلمة يقول: سمعت حلّامًا الغفاري يقول: سمعت علي بن أبي طالب: فذكره مرفوعًا. وسنده ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف شريك وهو ابن عبد الله النخعي القاضي وخلاصته أنه ضعيف سيء الحفظ ويتقوى ويصلح في الشواهد والمتابعات. انظر: "تهذيب التهذيب" (٢/ ١٦٤). والعلة الثانية: حلّام الغفاري، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٣/ ٣٠٨). وقال: يقال هو ابن أخي أبي ذر. ولم يذكره بجرح ولا تعديل، فهو مجهول. =