كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الشعب" (٦/ ٣٠)، (ح ٣٨٣٣) كلاهما من طريق ابن المبارك، وسمويه في "فوائده" (ص ١٩)، والعقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٣٠٣) كلاهما من طريق سعيد بن سليمان، وابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٣٦) من طريق معن بن عيسى، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (١/ ٤٦٣) من طريق محمد بن سنان كلهم وهم سبعة (سعيد وزيد وخالد وابن المبارك وسعيد ومعن ومحمد) عن ابن المؤمل به.
وهذا الحديث مما تفرد به عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير ولم يتابع عليه من وجه يثبت.
وأورد هذا الحديث ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢٨)، والعقيلي فى "الضعفاء" (٢/ ٣٠٣) وقالا: "لم يتابع عليه"؛ أي: ابن المؤمل.
وقال الطبراني في "الأوسط" (١/ ٢٥٩)، (ح ٨٤٩): لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا عبد الله بن المؤمل.
ومثله قول البيهقي عقب روايته الحديث: تفرد به عبد الله بن المؤمل. "السنن الكبرى" (٥/ ١٤٨).
وعبد الله بن المؤمل الذي عليه مدار الحديث مما لا يحتمل تفرده لضعفه؛ ضعفه ابن معين والنسائي والدارقطني، وقال أحمد: ليس بذاك، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو داود: منكر الحديث، ووثقه ابن سعد، وقال الحافظ: ضعيف الحديث.
انظر: "تاريخ ابن معين" للدوري برقم (٤٧٦) طبقات ابن سعد (٥/ ٤٩٤)، "الجرح والتعديل" (٥/ ١٧٥)، "تهذيب الكمال" (١٦/ ١٨٧)، "تقريب التهذيب" (ص ٥٥٠).
قال ابن حجر: "هو ممن يعتبر به ويعتضد برواية من يتابعه". "جزء ماء زمزم" (ص ٢٦٤).
فالحديث ضعيف لتفرد ابن المؤمل به، وبقيةُ رجاله ثقات.
وكلام الأئمة في غاية الوضوح أنه مما تفرد به ولم يتابع عليه ومنه نعلم أن ما روي من متابعات له غير محفوظة كما نص على ذلك الحفاظ ومن تلك المتابعات.
متابعة حمزة الزيات عن أبي الزبير به -وهي متابعة تامة-.
أشار إليها ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٣٦) ورواها الطبراني في "معجمه الوسط" (٤/ ١٣٩)، (ح ٣٨١٥). من طريق عبد الرحمن بن المغيرة قال: نا حمزة الزيات عن أبي الزبير به.
قال ابن حجر في جزء ماء زمزم … (ص ٢٦٥): "أخطأ فيه راويه؛ إنما هو عن عبد الله بن المؤمل، فهو المتفرد به".
ثم ذكر متابعة لإبراهيم بن طهمان، رواها عن أبي الزبير به، أخرجها البيهقي في "الكبرى" (٥/ ٤٠٠).