ورواه الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في رحمة الصبيان (ص ٤٣٨)، (ح ١٩١٩) من طريق عبيد بن واقد به. قال الترمذي عقبه: "هذا حديث غريب وزربي له أحاديث مناكير عن أنس بن مالك وغيره". وزربي بفتح أوله وسكون الراء بعدها موحدة ثم شدة، ابن عبد الله الأزدي مولاهم، أبو يحيى البصري، إمام مسجد هشام بن حسان. وهو ضعيف منكر الحديث كما قاله الأئمة كابن عدي وابن حبان. وقال البخاري: فيه نظر، وقال الحافظ: ضعيف. انظر: "التاريخ الكبير" (٣/ ٤٤٥)، "الكامل" (٣/ ٢٣٩)، "المجروحين" (١/ ٢١٣)، "التقريب" (ص ٣٣٧). وفيه علة أخرى وهو الراوي عنه عبيد بن واقد؛ ضعفه أبو حاتم وابن عدي والحافظ. "الكامل" (٥/ ٣٥٢)، "ميزان الاعتدال" (٣/ ٢٤)، "التقريب" (ص ٦٥٣). لكن الأخير هذا لم ينفرد عن شيخه زربي فقد تابعه جماعة ثقات: تابعه: عبد الرحمن بن عبد الله بن جردفة البصري عند أبي يعلى في "مسنده" (٧/ ٢٣٨)، (ح ٤٢٤١)، وعبد الصمد بن عبد الوارث عند ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٢٣٩) وموسى بن إسماعيل التبوذكي كذلك عند ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٢٣٩) كلاهما عن زربي به نحوه. فبقي شيخه زربي وهو ضعيف كما بينا إلا أنه لم ينفرد أيضًا، فقد شاركه جماعة في رواية هذا الحديث عن أنس: فرواه الحارث بن النعمان وثابت البناني والحسن البصري وقتادة وعبد الحكم وعبد القدوس كلهم عن أنس به. فأما رواية الحارث فأخرجها الطبراني في "الأوسط" (٥/ ١٠٧)، (ح ٤٨١٢): حدثنا عبيد بن عبد الله بن جحش قال: حدثنا جنادة بن مروان قال: حدثنا الحارث بن النعمان قال: سمعت أنس بن مالك به مرفوعًا بزيادة: "ويؤاخي فينا ويزور". والحارث هذا قال عنه البخاري: "منكر الحديث" وهو تجريح شديد منه معناه: لا تحل الرواية عنه. وقال عنه النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث. انظر: الضعفاء الصغير للبخاري (ص ٣٢)، "الجرح والتعديل" (٣/ ٩١) "الضعفاء" للنسائي (ص ٧٨)، "ميزان الاعتدال" (١/ ٤٤٤). والحديث من هذا الوجه أورده الهيثمي في المجمع وضعفه (٨/ ٣٣). =