للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واختلف على راويه هشام بن عروة؛ فروي عنه عن عروة عن عائشة. أخرجه الطيالسي (١) وغيره، بلفظ: "العباد عباد الله والبلاد بلاد الله فمن أحيى من موات الأرض شيئًا فهو له وليس … " وذكره، وفي سنده: زمعة بن صالح وهو ضعيف (٢)، وقيل: عن كثير بن عبد الله (٣) بن عمرو بن عوف (٤)، عن (٥) أبيه (٦)،


= والثوري ومالك والليث ويحيى القطان هؤلاء كلهم مقدمون على أيوب وقد جعلهم الدارقطني أثبت الرواة عن هشام. انظر: "شرح العلل" لابن رجب (١/ ٢٥٣).
(١) هو في المسند لكن ليس من طريق هشام بل من طريق الزهري عن عروة عن عائشة به مرفوعًا.
قال أبو داود: حدثنا زمعة: ثنا الزهري به.
وأخرجه جماعة من طريق أبي داود الطيالسي كابن عدي في "الكامل" (٣/ ٢٣١)، والدارقطني في "السنن" (٥/ ٣٨٧)، (ح ٤٥٠٦)، والبيهقي في "الكبرى" (٦/ ١٤٢).
ولم أر من خرجه من الوجه الذي ذكره السخاوي؛ فلعله وهم.
والحديث من هذا الوجه منكر؛ قال ابن أبي حاتم: .. وسألت أبي عن حديث رواه أبو داود عن زمعة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله : "العباد عباد الله، والبلاد بلاد الله، من أحيا من موات الأرض شيئًا فهو له، وليس لعرق ظالم حق".
قال أبي: "هذا حديث منكر؛ إنما يرويه من غير حديث الزهري، عن عروة مرسلًا"، "العلل" (٤/ ٢٧٨).
يعني: أن الحديث معروف ومحفوظ عن عروة مرسلًا كما سبق بيانه آنفًا؛ فلا يصح رفعه عن عروة من أي وجه.
والحديث تفرد به زمعة وخالف فيه الأئمة الذين رووه عن عروة مرسلًا وهو ضعيف كما قال السخاوي وقد أورد الحديث الحافظ في "التلخيص الحبير" (٤/ ١٩٠٩) وضعفه بزمعة.
بل صرح بمخالفته للأئمة في كتابه "الدراية" (٢/ ٢٠١).
فروايته للحديث من هذا الوجه بالوصل منكرة.
وغالب تخريج السخاوي لهذا الحديث هو من "التلخيص الحبير" (٤/ ١٩٠٩).
(٢) وضعفه به أيضًا ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٤/ ١٩٠٩).
(٣) تقدمت ترجمته عند حديث رقم (٢٢).
(٤) من بعد كلمة "عوف" إلى قول البخاري ساقط من (م).
(٥) من هنا إلى كلمة "عوف" سقط من (م).
(٦) تقدمت ترجمته عند حديث رقم (٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>