وهو الصواب، وبيان ذلك أن هشام بن عروة اختلف عليه، فرواه أيوب بن أبي تميمة السختياني عنه عن أبيه عروة عن سعيد بن زيد مرفوعًا. أخرجها من طريق أيوب كما سبق أبو داود والنسائي والترمذي. وأخرجها الحربي في "غريبه" (ص ١٠٠٧)، والبزار في "مسنده" (٤/ ٨٦)، (ح ١٢٥٦)، وأبو يعلى في "مسنده" (٢/ ٢٥٢)، (ح ٩٥٧)، والبيهقي في "السنن الصغرى" (٥/ ٤٣٤)، وابن عساكر في "تاريخه" (٦٤/ ١٥٣)، و"الضياء في المختارة" (٣/ ٢٩٨). كلهم من طريق أيوب عن هشام به. وخالف جماعة حفاظ فرووه عن هشام عن أبيه عروة عن النبي ﷺ هكذا مرسلًا. لم يذكروا سعيدًا. وهم: سفيان الثوري عند ابن زنجويه في "الأموال" (٢/ ٦٣٩)، (ح ١٠٥٣) ومالك بن أنس كما في الموطأ (٢/ ٤٦٦)، (ح ٢٨٩٣) وعنه الشافعي في "مسنده" (ص ٢٢٤) ومن طريقهما البيهقي في "السنن الكبرى" (٦/ ١٤٣). قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٢/ ٢٨٠): "وهذا الحديث مرسل عند جماعة الرواة عن مالك لا يختلفون في ذلك". وتابعه الليث بن سعد أخرجها النسائي في "الكبرى" (٥/ ٣٢٥)، (ح ٥٧٣٠) ويحيى بن سعيد عند النسائي في "الكبرى" (٥/ ٣٢٥)، (ح ٥٧٣٠) ووكيع بن الجراح عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (١١/ ٤٣٦)، (ح ٢٢٨٢٤). وعبد الله بن إدريس عند يحيى بن آدم في الخراج (ص ٨٢)، (ح ٢٧٢) ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (٦/ ١٤٢) ومحمد بن إسحاق عند الدارقطني في "سننه" (٣/ ٤٤٤)، (ح ٢٩٣٨). وسفيان بن عيينة عند يحيى بن آدم في الخراج (ص ٨٠)، (ح ٢٦٧)، والبيهقي في "الكبرى" (٦/ ١٤٢). ويعقوب بن عبد الرحمن عند السرقسطي في الدلائل في "غريب الحديث" (١/ ٣٥)، (ح ١٣) وقيس بن الربيع في "الخراج" ليحيى بن آدم (ص ٨٠)، (ح ٢٦٦) ويزيد بن عبد العزيز (ص ٨٠)، (ح ٢٦٨) في الخراج أيضًا. وسعيد بن عبد الرحمن وأبو معاوية كلاهما عند أبي عبيد القاسم في "الأموال" (١/ ٤٠٣)، (ح ٧١٤). فالمحفوظ عن هشام عن أبيه هو المرسل لتوافق الأئمة الحفاظ على ذلك، بل لم يرو عنه الرفع بهذا الوجه إلا أيوب السختياني. فحديث من أرسله هو الصواب. =