فرواه عنه سعيد بن محمد الجرمى بهذا الإسناد، وهو على صورة المرسل؛ لأن عمران هذا ليس صحابيًا كما سيأتي. وتابعه: زياد بن أيوب عند الدارقطني -تعليقًا- في "العلل" (١٤/ ٨٧)، والخطيب في "المتفق والمفترق" (٣/ ١٧٠٧). وخالفهما هشام بن يونس بن وابل اللؤلؤي ومحمد بن طريف عند الخطيب في "المتفق" (٣/ ١٧٠٧) كلاهما عن القاسم بن مالك عن أيوب بن عائذ عن أبي رؤبة عن عمران بن حصين عن عائشة به هكذا موصولًا. بذكر عائشة. وخالفهم يحيى بن معين عند الخطيب في "المتفق" (٣/ ١٧٠٦) فرواه عن القاسم عن أيوب عن أبي رؤبة عمران عن عائشة به. وكأن هذه الرواية هي التي رجحها الخطيب في المتفق والمفترق لأنه اعتمدها في ترجمة عمران بن حصين وكناه بأبي رؤبة، ونقل عن أبي حاتم وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي أنه: رجل قشيري ليس صاحب النبي ﷺ. "المتفق والمفترق" (٣/ ١٧٠٦). وقال: حدث عن أبي سعيد الخدري وعائشة أم المؤمنين ﵄، روى عنه أيوب بن عائذ الطائي. "المتفق والمفترق" (٣/ ١٧٠٦). وعلى كلّ، فالحديث لا يصح لضعف سنده من أجل القاسم المزني؛ وأبو رؤبة عمران بن حصين لم أقف على من ذكره بجرح أو تعديل. مع أن الجملة الأولى من الحديث وهي دخول اليهودي ورد النبي عليه ثابت صحيح من أوجه أخرى. منها ما عند البخاري في "صحيحه" (٨/ ٨٥)، (ح ٦٤٠١) عن ابن أبي مليكة عن عائشة ﵂: أن اليهود أتوا النبي ﷺ فقالوا: السام عليك، قال: "وعليكم"، فقالت عائشة: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم، فقال رسول الله ﷺ: "مهلًا يا عائشة، عليك بالرفق وإياك والعنف أو الفحش"، قالت أو لم تسمع ما قالوا؟ قال "أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في". (١) "صحيح مسلم"، كتاب البر والصلة والآداب، باب باب فضل الرفق (٤/ ٢٠٠٤)، (ح ٢٥٩٤) من طريق شعبة عن المقدام وهو ابن شريح بن هانئ عن أبيه عن عائشة به. (٢) كأبي داود الطيالسي في "مسنده" (٣/ ١١٠)، (ح ١٦١٩) وإسحاق بن راهويه (٣/ ٩٠٠)، (ح ١٥٨٤) وأحمد في "المسند" (٤١/ ٤١٥)، (ح ٢٤٩٣٨)، والبيهقي في "الشعب" (١٣/ ٤١١)، (ح ١٠٥٥٣) من طريق الطيالسي كلهم من طرق عن شعبة -عدا إسحاق فقد رواه من طريق شريك- بسند مسلم سواء. =