ولفظ ابن منده حكاه عنه السخاوي بالمعنى بل هي عبارة الحافظ بنصها في "الإصابة" (٢/ ٦٥٢، ٦٥٣) فالذي عنده: "هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، تفرد به الحكم، وعنه مشهور رواه إبراهيم بن المستمر وغيره". قوله: "وعنه مشهور"؛ أي: أن الحديث اشتهر وخرج عن حد التفرد والغرابة بعد الحكم بن الريان، ثم مثل برواية إبراهيم بن المستمر وغيره. ورواية إبراهيم بن المستمر أخرجها الحسن بن سفيان في "مسنده" ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" عن الحكم به. وتابعهما أيضًا محمد بن الحسين الحنيني فيما ذكره الخطيب في "تاريخه" (١٣/ ٤). والحديث أخرجه الخطيب في "تاريخه" (٣/ ١٣) من طريق محمد بن يونس الكديمي عن الحكم به. فمدار الحديث على الحكم بن الريان، ولم أقف له على شيء سوى هذا الحديث، وقد روى عنه أكثر من اثنين، فهو مجهول حال. وكذلك من فوق الليث يزيد بن حوشب وأبوه مجهولان. قال الحافظ في "الفتح" (٣/ ٧٨). يزيد: مجهول. قلت: وجهالته جهالة عين لم يرو عنه سوى الليث بن سعد. وأبوه مجهول فيما ذكره أبو نعيم وابن منده، وتابعهم ابن الأثير كما سبق في التعريف به. ولذا قال البيهقي عقب الحديث: هذا إسناد مجهول. "الشعب" (١٠/ ٢٨٤). وأورده الحافظ في "الفتح" (٣/ ٧٨) وأعله فقال: يزيد مجهول. وأورده أيضًا السيوطي في "الجامع الصغير" (ص ٤٥٧)، برقم (٧٤٧١) وعزاه للحسن بن سفيان والترمذي في النوادر وابن قانع والبيهقي ورمز له بالضعف. فالحديث لا يصح، فهو ضعيف جدًّا، وقد مال الشيخ الألباني إلى وضعه حيث قال: "كأنه موضوع؛ لأنه يشبه كلام الفقهاء، فالله أعلم بحقيقة الحال". "السلسلة الضعيفة" (٤/ ١٠٤). (٢) لم أقف عليه. والحديث أخرجه البيهقي في "الشعب" (١٠/ ٢٨٤)، (ح ٧٤٩٧)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٨٥) كلاهما من طريق ياسين بن معاذ، نا عبد الله بن قُرَير عن طلق بن علي مرفوعًا بلفظ: "لو أدركت والدي أو أحدهما وأنا في صلاة العشاء، وقد قرأت فيها بفاتحة الكتاب، تنادي: يا محمد، لأجبتها" -عند ابن الجوزي- "لأجبتك": لبيك. =